إعلانات المؤثرين

تنظيم عمل المؤثرين ومشاهير التواصل الاجتماعي أمر مطلوب وضروري، في ظل تزايد دورهم في المجتمع وتنامي متابعيهم وسرعة وصول الرسالة عبرهم ضمن التطورات التي يشهدها العالم في هذا المجال، لكن الإمارات كانت الأسرع في تنظيم هذا التوجه ووضع القوانين والتشريعات، ومنها قانون الإعلام الإلكتروني، إضافة إلى مراقبة المحتوى لضمان حقوق الجميع وتفعيل الاستفادة ومنع الضرر عبر التوجيه والتأهيل والتمكين.

فعاليات عالمية نظمتها الإمارات وأحداث استهدفت إحداث نقلة نوعية في تعامل هؤلاء المؤثرين مع عالم صناعة المحتوى الرقمي لتؤسس لهم في الوقت نفسه قاعدة صلبة لدخول هذا العالم الواسع.

الجميع متفق اليوم وأكثر من أي وقت مضى على ضرورة وأهمية تقديم محتوى هادف يتناسب مع منظومة العادات والتقاليد وخصوصية المجتمع، وهو ما حرصت عليه الجهات المختصة بمراقبة المحتوى وتنظيم هذا المجال والتي اتخذت أكثر من مرة إجراءات حاسمة ضد من اخترقوا تلك المنظومة ووصلت أفعالهم لأن تكون مجرمة نالوا بسببها عقوبات رادعة أكدت للجميع أن هذا الأمر محل مراقبة ومتابعة واهتمام ولا تهاون في المساس به تحت أي ظرف من الظروف.

الإمارات أيضاً كانت من أوائل الدول التي أصدرت قراراً يقضي بإلزام المؤثرين والمشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي داخل الدولة بالحصول على ترخيص حال تقديمهم إعلانات وتقاضي مقابل مادي، ونظمت هذا المجال بعد أن اتضح أن هناك عدداً كبيراً من المؤثرين والمشاهير على التواصل الاجتماعي، يزاولون أنشطة إعلانية عبر حساباتهم، وتصل قيمة الإعلان على منصات بعضهم إلى 50 ألف درهم، فيما يتقاضى آخرون ما بين 12 و95 ألف درهم مقابل دعاية واحدة، وفرضت بالتالي عقوبات تتدرج ما بين مطالبة بتصحيح الوضع، أو عقوبات مالية لا تتجاوز 5000 درهم، أو إنذار الجهة التي لم تلتزم بالترخيص، وغيرها من العقوبات.

موضوع الحصول على التراخيص لتقديم الإعلانات يستهدف حماية المجتمع وضمان الشفافية في ظل المبالغات التي يطلقها البعض نظير الإعلانات المدفوعة، والتي قد تتضمن معلومات مغلوطة أو مبالغاً فيها أو ربما غير مصرح بها، وهو أمر كان قد بدأ في الانتشار لولا تدخل الجهات المعنية وإعادة النظام والثقة لهذا التوجه الجديد.

التنظيم مطلوب وعلى جميع الأطراف احترام القانون ودعم التوجهات التي من شأنها حماية حقوق الجميع، فأن تكون مشهوراً وتخرج في إعلان مدفوع فذلك من حقك بعد أن استصدرت التصريح الخاص بك، لكن أن تبالغ في الوصف أو تمرر معلومات مضللة يمليها عليك المعلن فذلك أمر يمس مصداقيتك التي قد تنهار نتيجة لذلك.