نوستالجيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من النادر أن تصادفنا على المواقع المختصة، أو في تقارير الصحف، نتائج دراسات من بلدان غير أوروبية، أو غربية عامة، في علمٍ كعلم النفس.
نقرأ عادة عن دراسات فيه أجريت في بريطانيا أو فرنسا أو دول أوروبية أخرى، أو في جامعات أمريكية أو حتى أسترالية. هذا لا يعني أن الأمم الشرقية قفر من هذا النوع من الدراسات، ولكنها القسمة الضيزى في نشر التقارير العلمية والأكاديمية على المستوى العالمي، التي تغضّ النظر عن كل ما هو غير غربي.
فوجئتُ حين قرأتُ تقريراً على موقع إذاعة &"مونتي كارلو&" عن دراسةٍ صينية تتناول موضوعاً داخلاً في علم النفس والأعصاب، حيث لا أذكر أن صادفتني من قبل إشارة إلى أمرٍ مشابه. ذكر الصين يأتي فقط عند الحديث عن منافستها الاقتصادية للغرب، فيما لا يحظى أدب الصين المهم، بما هو أهل له من اهتمام، وبالمثل لا نعرف إلا القليل عن مساهمات علماء الصين في حقول العلوم الاجتماعية المختلفة، ولأن التقرير الذي سنأتي عليه يتصل بعلم النفس، قادني الفضول إلى المزيد من البحث، فوجدتُ أن عدداً غير قليل من جامعات الصين ذات الصيت الأكاديمي المهم تولي تدريس هذا التخصص اهتمامها الكبير.
أشارت الدراسة الصينية التي نشرت نتائجها في مجلة مختصّة بعلم الأعصاب، إلى أنّ الشعور بالحنين إلى الماضي يمكن أن يساعد على تخفيف أعراض التوتر، بفضل منطقة في الدماغ تسمى المهاد. وقامت عالمة نفس وزملاؤها في الأكاديمية الصينية للعلوم بقياس نشاط الدماغ لدى الأشخاص الذين تم اختبارهم بأن عُرضت عليهم سلسلة من الصور، أثناء تعرضهم لمحفزات حرارية مؤلمة، وطُلب من كل مشارك تقييم مدى شعوره بالحنين إلى كل صورة، بما في ذلك مشاهد وعناصر من طفولة متوسطة، مثل صور الحلويات الشعبية وألعاب المدارس وعروض الكرتون التلفزيونية، ليخلص الفريق إلى أنّ الأشخاص الذين شاهدوا صوراً تبعث على الحنين إلى الماضي، أفادوا بأنهم عانوا من مستويات أقل من الألم، مقارنة بالأشخاص الذين عرضت عليهم صور لا تذكّر به.
ولفت فريق البحث أيضاً إلى أنّ الحنين إلى الماضي، غالباً ما يكون حلواً ومريراً في الوقت نفسه، إلّا أنه عاطفة اجتماعية ذاتية الوعي وإيجابية في الغالب، تساعدنا على التعامل مع التأثير السلبي للمواقف الصعبة.
ذكّرني هذا بحكاية أوردتها هنا، قبل سنوات، عن فتاة يابانية استعادت كيف كانت جدّتها لأمها تأخذها، كل صيف، في نزهة يومية لتعلّمها أسماء الزهور، وبعد عودتهما إلى المنزل، وللتخفيف من وطأة الجو الحار، تحتسيان قدحين من شاي الشعير المثلج. فارقت الجدة الحياة، فيما لا يزال مذاق الشعير المثلج باقٍ في فم الفتاة.