جريدة الجرائد

تحوير المبادئ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في ظل التطور والانفتاح الحضاري المستمر، نواجه عدداً من التحدّيات التي تظهر في سلوكات أبنائنا، وتتصارع مع قيمنا، ومبادئنا، وآدابنا التي تربينا عليها كمجتمع عربي مسلم يتميز بتقاليده العريقة، وقيمه الراسخة، وهويته الأصيلة.

حيث نلاحظ أن هناك تحولاً في كيفية تقييم بعض السلوكات لدى أبنائنا، والجوانب التي ينظرون من خلالها إلى تلك السلوكات، ما ينعكس سلباً على الأفكار والاتجاهات التي يتبنونها، وتؤثر بشكل سلبي في سلوكاتهم، ومدى سلامتها. فعندما ينظر أبنائنا إلى (الكذب على أنه مزاح، والغش على أنه مساعدة، والإيقاع بالآخر على أنه مقلب، والالتزام على أنه خوف، والجدية على أنه عدم مرونة) حينها يمكن أن نقول إننا نواجه خطراً حقيقياً على مستوى القيم، الأخلاقية والاجتماعية، من جراء المؤثرات الواردة إليهم. وهذه التحولات الدخيلة تتطلب منا كمعلمين ومربين وأولياء أمور وأصحاب قرار أن نكون أكثر وعياً واستجابة للتحديات التي يواجهها أبناؤنا، وتتناقض مع تعاليم ديننا الحنيف وقيم مجتمعنا.

فالكذب الذي يُعتبر أحياناً مجرد مزاح، يمكن أن يؤدي إلى تآكل الثقة بين الأفراد، ويضعف الروابط. كما أن الغش، الذي يُنظر إليه بعض الأحيان كمساعدة بين الأقران، يقوّض قيم النزاهة والعدالة، ما يؤثر سلباً على النظام التعليمي، ويقلل من قيمة الشهادات الأكاديمية. أما الالتزام بالقواعد والقوانين فيجب أن يُنظر إليه على أنه عنصر أساسي لتحقيق النجاح والتقدم، ما يسهم في بناء مجتمع مستدام ومزدهر. ويجب أن نعمل جميعاً بهذه القيمة. أما الإيقاع بالآخر، والتراشق بالألفاظ غير المقبولة فيقود إلى الإضرار بالآخر، وشحن النفوس بالغلّ والقطيعة، وهي مما نهى عنه ديننا الحنيف، حيث قال تعالى في سورة الحجرات، الآية 11 (ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب).

في الختام، من خلال تضافر جهود أفراد المجتمع بأسره، يمكننا التغلب على هذه التحديات، فلابد أن نركز على التربية الأخلاقية، وتعليم القيم الإسلامية الصحيحة، إضافة إلى تعزيز ثقافة النزاهة والشفافية في جميع مجالات الحياة، وجميع المراحل الدراسية (من التأسيسي حتى الجامعة).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف