جريدة الجرائد

حزن وسائل التواصل وفرحها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ننفق ساعات كثيرة يومياً، في تصفّح ما ينشر على وسائل التواصل. صحيح أنّ كل فرد معني بمتابعة ما يدخل في دائرة اهتمامه، فليس معنيّاً بالكثير مما ينشر على هذه الوسائل لكونه خارجاً عن نطاق ما يعنيه، لكن علينا ألا نغفل ما بات لهذه الوسائل من &"سلطة&" تمارسها علينا، راق لنا ذلك أم لم يرُقْ. لن تستأذن هذه الوسائل الجمهور في أمر ما سينشر عليها، ولن تنتظر موافقته، وفي النتيجة ستجد نفسك، حتى لو كنت مكرهاً، على تتبع ومطالعة المنشورات المتعددة، والمتناقضة في المحتوى، والغاية، التي تنشر عليها، ولن تكون في منجاة من التأثيرات التي تتركها في نفسك.

حول وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كُتبت العديد من الدراسات، وقيل الكثير من التحليلات، حول الحيز الكبير، والآخذ في التزايد، الذي بات لها في حيوات البشر، ومنافستها للإعلام التقليدي، لدرجة تسمح بالقول إنها باتت إعلام العصر الحديث، ما يذكّرنا بإعلان قديم كانت تبثه إذاعة &"مونتي كارلو&" العربية، تصف فيه نفسها بأنها &"مع الحدث قبل الحدث&"، وهي عبارة قيلت قبل عقود، أي في زمن لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي قد ظهرت بعد، وبوسعنا اليوم الزعم بأن هذه العبارة تنطبق على هذه الوسائط الحديثة أكثر مما تنطبق على الإذاعة، والتلفزة، والصحافة.

مقاربة جديدة لتأثير وسائل التواصل علينا، تتناول الأمر من زاوية قريبة من علم النفس، وتعرض للتأثيرات السلبية لها، لا في التفكير، بسبب كمية ما هو زائف من المعلومات التي تنشر عليها، وإنما على المزاج، أو فلنقل على الصحة النفسية. وحسب أصحاب هذه المقاربة فإن العديد من الدراسات والتقارير ربطت &"استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بتأثيرات سلبية، مثل الحزن، وانخفاض الشعور بالسعادة&"، معزية تزايد مشاعر الحسد والاكتئاب لدى الناس بالاستخدام الكبير لهذه الوسائل.

استنتاج بحاجة إلى المزيد من التفكّر في أمره. هل فعلاً يُسبب ما نقرأه، أو نراه من مواد على هذه الوسائل في شعورنا، الحزن، والكآبة، والإحباط؟ أم أنها بريئة من ذلك، وأن الأمر يعود إلى &"عقلية المستخدم&"، بوصفها &"العامل الأكبر الذي يؤثر في كيفية ارتباط وسائل التواصل الاجتماعي بالرفاهية؟&".

من أبلغ ما خلصت إليه هذه المقاربة التي نشرت في &"ميديكال اكسبرس&"، أن التفاوت في المشاعر الناجمة عن العلاقة مع وسائل التواصل بين الكآبة والسعادة، عائد إلى الأشخاص أنفسهم، فمن &"يرون أنفسهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من (أنها تستخدمهم)، يميلون إلى جني فوائد منها، ولا يتعرضون للأضرار&"، وهذا ما تعززه دراسة أخرى رأت أن قضاء وقت أقل على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبط بزيادة الرضا في العمل، وبالتالي تحسن الصحة العقلية الإيجابية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف