جريدة الجرائد

خاطرة حرف كويكب عن مساره

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أليس هذا الخبر الوجيز أبلغ من كتاب؟ &"الصين تستعدّ لحرف كويكب عن مسار اصطدامه بالأرض&". بضع كلمات، لكنها تفتح نوافذ على محاور لا تحصى، بانوراما قضايا أو مروحة صينيّة من الطروح الجديرة بالدراسة.

الموقع الفرنسي &"علوم المستقبل&"، أو &"فوتورا سيانس&"، الذي نشر المقال (10 يوليو)، ذكر أن قُطْرَ الكويكب ثلاثون متراً، ما يعني أن &"الصدمة والترويع&"، بالتعبير الإمبراطوري، لن يكونا أخفّ وطأةً من سيناريو انقراض الدناصير. سرعة الكويكبات يمكن أن تصل إلى أربعين ألف كم/ساعة. قُطْر ثلاثين متراً يعادل اصطدامه، بتلك السرعة، مليون طن من المتفجرات. أمام الصين ستّ سنوات إعداداً واستعداداً، فالموعد سنة 2030. المهمّ هو أن اقتحام التنّين هذا الميدان حدثٌ علميّ كبير، فقد كانت الولايات المتحدة الوحيدة فيه، فالبحوث العلمية الضرورية في شأن الكويكب قائمة طويلة.

القضايا الجديرة بالطرح هي جوهر الموضوع، لا الخبر في حدّ ذاته. لك أن تقول: في البدء كانت الدعابة، فالإمبراطورية، شَكَرَ العالم سعيها، تُشفق على الأرض من أن تدكّها الكويكبات دكّاً دكّاً، لذلك أعدت لها خمسة آلاف رأس نووي. قسمة غير ضيزى، عادلةٌ، فلكل قارّة ألف قنبلة ذريّة. وإذا لم يكن من الموت بدٌّ، فبأيدي الآدميين لا بأيدي الكويكبات، ثمّ إن صيغة التصغير &"كويكب&" تقليل من شأن البشر في القدرة على الإبادة الشاملة.

عجباً لهذا التنين، ففي ثلاثة أرباع قرن، قفز من الفقر والجهل والمرض وفتك حروب الأفيون، إلى المرتبة الأولى عالميّاً في التجارة وشبكة المواصلات بالقطارات السريعة، والاتصالات واستخدام الروبوتات، والثانية في الناتج القومي الإجمالي، ثم الأولى في عدد العازفين على البيانو ودارسيه، ولا ننسى 4500 مجلة علمية. هل هم ينافسوننا في الملكية الفكرية لقول المتنبي: &"على قدر أهل العزم&"؟

ما يجب وضعه في الحسبان هو العكوف على دراسة الأسباب التي أدّت إلى امتناع التنمية الشاملة في جلّ بلدان العالم العربي. قد يبدو الخبر عن استعداد الصين لحرف كويكب عن مساره حتى لا يصطدم بالأرض، منحصراً في إطلاق صاروخ لتفتيته، وتنتهي القصة، لكن الأمر في الحقيقة، يتطلب التقدم العلمي والتقاني في قائمة طويلة من مجالات العلوم والتكنولوجيا، حتى يتسنى إنجاز المشروع، القائم على الرياضيات والفيزياء والكيمياء.

لزوم ما يلزم: النتيجة التذكيرية: هنا أيضاً نكرر اللازمة التنموية، إنما تُشاد التنمية الشاملة على الرياضيات والفيزياء، فبهما وعليهما بُني الخلق كله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف