جريدة الجرائد

مبادرة صندوق زايد للتعليم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل أيام، لفت انتباهي خبر في إحدى الصحف المحلية، عن أب تعرض لظروف مالية صعبة حالت دون قدرته على سداد متأخرات رسوم الدراسة لابنتيه التوأم. ناشد الأب أهل الخير لمساعدته على سداد المبلغ المستحق، حتى تكتمل فرحة ابنتيه بتخرجهما في الثانوية العامة.

هذه حالة واحدة وجدت طريقها إلى الصحف، من بين حالات مماثلة تتكرر كل عام. لكن الخبر السار يتمثل بوجود مؤسسات خيرية وجمعيات إنسانية، تأخذ على عاتقها مهمة تقديم يد العون والمساعدة لمثل هذه الحالات، من أبرزها مؤسسة زايد الإنسانية، التي شهدت بنفسي مراراً تدخلاتها المتواصلة الحثيثة لمؤازرة الكثيرين ممن يمرون بظروف مشابهة.

في هذا السياق، فكرت في مبادرة لإنشاء صندوق خيري مستقل يُطلق عليه &"صندوق زايد للتعليم&"، سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. إذ كان يعتبر التعليم من أهم أولوياته، فأمر بتشييد المدارس، واستقدام المدرسين من شتى أرجاء العالم، وشجع المواطنين على إرسال أبنائهم لينهلوا العلم من المدارس، وفتح المجال على مصراعيه لتعليم الكبار من الجنسين، ومازال دعم التعليم مستمراً من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

وكما تعلمنا من زايد الخير، طيب الله ثراه، ولضمان استدامة واستمرارية هذا الصندوق، يمكن أن تكون كافة المساهمات الأولية موجهة لإنشاء وقف يُصرف من ريعه لمساعدة مثل هذه الحالات، على أن تشرف عليه لجنة تجري الدراسات اللازمة للحالات الإنسانية وتقدم المساعدة للمستحقين.

أحد الجوانب الإضافية التي يمكن التركيز عليها في إطار هذا المشروع المقترح، هو تقديم الدعم ليس فقط لسداد الرسوم الدراسية المتأخرة، بل أيضاً لتوفير منح دراسية للطلاب المتفوقين من ذوي الدخل المحدود أيضاً، الأمر الذي سيفتح أمامهم أبواب المستقبل ويعزز فرصهم في تحقيق النجاح. كذلك، يمكن توجيه جزء من الموارد المتاحة بقصد إنشاء برامج تدريبية وتطويرية للمعلمين، مما يؤدي إلى رفع مستوى جودة التعليم المقدم ضمن المدارس المدعومة.

ولتحقيق هذا المسعى بنجاح، تكون هناك أيضاً لجنة استشارية تتكون من أفراد يتمتعون بخبرات ومؤهلات تعليمية عالية، تمكنهم من وضع دراسة مبدئية للمشروع، والتحضير لإعداد نظامه الداخلي، بإشراف هيئة رقابية رسمية تضمن المصداقية، والشفافية، والنزاهة.

إن هذه المبادرة ليست محض فكرة عابرة، بل رؤية أساسها حب الوطن، وحب الخير، ننشد من خلالها تقديم المساعدة للمحتاجين من أبناء إخواننا الوافدين الذين يعيشون على أرض الإمارات الطيبة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف