جريدة الجرائد

نعمة الوطن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كلما سافرت، إلى مكان جديد، في قارة ما، وفي بلد جديد، يتبادر إليّ السؤال الأول والأهم: هل البلد آمن؟ ثم هل شعبه متسامح ويتقبل الآخر؟ هل الحياة سهلة؟ هل البنية التحتية مهيّأة؟ هل البلد نظيف وذو تنوع؟ هل فيه من الخيارات التي تجعلك تستمتع فيه وتقضي وقتاً يسرد في التاريخ؟ وأهم كل الأسئلة دائماً &"الأمن والأمان والنظافة&".

في حقبة تتغير فيها المعايير والمقاييس، وتنقل من قارة إلى أخرى، من دول كانت على قمة التألق في السياحة استقراراً وأمناً وتفرداً، إلى دول أصبحت خطرة ويحذر فيها السائح والمسافر العادي من أوضاع قد تكون ضده، من سرقات وتهجم.

لقد سمح لي عملي اليوم، ولله الحمد، بأن أزور كل القارات وإن كان القطبان الجنوبي والشمالي ليسا ضمنها.

السفر والتعايش مع شعوب الأرض تجربة تعيد فيك التفكير في حكمة الله بأن جعلك أولا مسلماً، عربياً، وفي بلد آمن يسوده العدل، يتفوق على الكل في معايير النظافة والنظام، بلد ما إن تدخل مطاراته حتى تشعر بالإنسانية وبأن الإنسان له الحق في أن يسأل ويستفسر وتلبّى أسئلته من دون تحيّز أو عنصرية.

بالأمس وقبل العودة من مطار البلد الذي كنت فيه، وصلت قبل الرحلة بساعتين ونصف الساعة، ومر رتل &"الكاونتر والبوردينغ&" بسلاسة، وحتى التدقيق الأمني للحقائب ولنا، لأصدم برتل الجوازات، وضيقه وحين تصل إلى ضابط الجوزات تكون قد وقفت لما يزيد على الساعة في مكان صغير تكاد تنعدم فيه إمكانات التنفس الطبيعية. لم أكن أدرك ما يمر حتى انتهيت، وإذا بي أحاول أن أتنفس هواء نقياً، وأستريح من وقفة أرهقتنا جميعاً، وكان العزاء أن غيري مثلي من زملائي في دول العالم الذين كانوا معي في الاجتماع يعانون مثلي، وتجاذبنا الحديث عن هذه التجربة القاسية وإن كانت ساعة. المطارات واجهة البلد وحكوماته، واجهة السياحة، وأهله واجهة التطور من عدمه، منذ دخولنا وحتى خروجنا، أحسست بالأمس بعدم اكتراثهم بكبار السن، والأطفال، ومن لا يمكنه الوقوف في هذا الرتل الضيق، المتفاقم بأهله، فقلت الأمر ليس مرتبطاً بالازدحام، فكلنا ندرك أنه وقت إجازات والكل يعودون إلى أهلهم ويسافرون، الفكرة في الاستعداد والبنية التحتية والبشرية، وكان من يدققون أربعة فقط، وهناك مكاتب مغلقة، في جهل تام بالعدد الذي يمر ويسافر.

حين عدت إلى الوطن، مشيت في المطار في زهو، في انتشاء، لأننا حتى في أوقات الذروة، عندنا من الاتّساع ما نحترم فيه البشر المارين؛ هي نعمة الوطن، وقادته وأهله، فوجب الشكر والحمد.. فالحمد لله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف