الجواهري وباسكال مشعلاني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منحت مؤسسة «نخيل عراقي» في بغداد ميداليةَ الشاعر محمد مهدي الجواهري إلى المغنيةِ اللبنانية باسكال مشعلاني تكريماً لها. وكانَ من الطبيعي ألا يمرّ الخبر مرورَ الكرام. فهناك دائماً «لئامٌ» لا يستقرّ لهم خاطرٌ إلا حين يصحُّ الصحيح. ما هو الصَّحيحُ وما هو عكسُه في هذا التكريم؟
كنتُ قد كتبتُ في هذه الفسحة، الأحدَ الماضي، أنَّ دمَ العراقيين يغلي إذا تعرَّضت رموزُهم الثقافيةُ للمساس. أولئك لآلئُ لا يجودُ الزمانُ بمثلها كل يوم. نحبُّها وننقل حبَّها لأبنائنا ونحفظها في أعلى مراتبِ الذاكرة. نعترف بتفوقها ونتفهَّمُ ضعفَها ونغفر لها، أحياناً، زلاتها. المبدع كتلةُ نوازع. وتاريخُ البلد والمنطقةُ مرجل يفور بالتناقضات منذ مائةِ عام. ومع خرابِ السّياسة في العراق وكارثةِ المحاصصةِ الطائفية لم يعد أمامَنا سوى المراهنةِ على الثقافة. تجمعُنا القصيدةُ واللوحةُ والمنحوتةُ والأغنيةُ وشواهدُ حضاراتِنا العريقة.
عدت إلى تفاصيل المؤسسةِ المانحة ووجدتُها تدعم الحَراكَ الفنيّ والثقافي بنشاط وبشكلٍ طيب. رئيسُ الشرفِ فيها هو عازفُنا الكبير نصير شمّة. وهي قد أعلنت، مؤخراً، عن وصولِ النُّسخ الأولى من ميداليات سيجري تقديمُها لضيوفِ المؤسسة من النُّخب الثقافيةِ والفكرية والفنية التي تزور مقرَّها في بغداد. وجاءَ في الإعلان أنَّ الميداليات ثلاث: «شاعرُ العربِ الأكبر محمد مهدي الجواهري، وعالمُ الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي، والمعماريةُ العراقيةُ العالمية زها حديد».
لا أحدَ يُنكر أنَّ السيدة مشعلاني فنانةٌ مجتهدةٌ، لها باع طويل في إشعالِ المطارح والوقوف على المسارح. هذا صحيح. لكن ما هو غيرُ صحيحٍ أن يجري تكريمُها بميدالية تحمل اسم شاعر في حجم الجواهري القائل:
«أتعلمُ أم أنتَ لا تعلمُ بأنَّ جراحَ الضحايا فمُ»
يقول العرب: لكلّ مقامٍ مقال. فلماذا هذا الخلطُ؟ وإيش جاب البامية على المرحبا؟ مشعلاني مغنيةُ لبنانية الجنسية. فهل يخطر ببالِ اللبنانيين أن يمنحوها ميدالية جبران خليل جبران، مثلاً؟ هل يُكرّمها المصريون بميدالية أحمد شوقي؟ والتوانسة بميدالية أبي القاسم الشابي؟
كان يمكن لمؤسسة «نخيل عراقي» أن تضيفَ إلى ميدالياتها واحدة فنية. أن تمنح باسكال ميدالية باسم المغنية العراقية المبدعة عفيفة إسكندر، أو المحبوبة أحلام وهبي، أو سليمة باشا في أفضل الأحوال. فهي تستحقُّها بفضل إخلاصِها لفنّها واتساعِ رقعةِ جمهورها منذ أن اشتهرت في حفلات المنطقة قاطبة لأكثر من ثلاثة عقود.
والشعب المنكوب بالفاسدين واللصوص والفاشنستات يحتاج الترفيه والترويح والدغدغة.
يمكن للقادرين أن يفتحوا المؤسساتِ وأن يوزعوا الميداليات ما دامت الثقافة بخير ووزارةُ الثقافة ساكتةً وراضيةً. لكن بحق النخيلِ العراقي المبارك دعوا الجواهري خارجَ الحلبة، سادراً في غفوته الأبدية. فهو لو قام لربَّما أنزل عليكم ما في قريحته الفذّة من جواهر. أليس هو القائل:
أنا حَتْفُهُمْ ألجُ البيوتَ عليهمُ أغري الوليدَ بشتمِهمْ والحاجبا.
التعليقات
شكرا مع الاحترام
حسين -فعلا مقال يعبر عن ألم ، كيف تم ذلك ...هل هي هفوة ام لنقل خطأ جسيم ارتكبه الفنان القدير نصير شمه ، بمنح ميدالية باسم الشاعر الكبير المرحوم الجواهري الى فنانة ، وكما تفضلتي اليس من الاجدر بالفنان نصير ان يعمل ميداليات باسماء فنانين عراقيين امثال المرحومة عفيفة اسكندر او المرحومه سليمة باشا او المرحومة احلام وهبي او المرحوم محمد القبانجي او المرحوم ناظم الغزالي او المرحوم يوسف عمر وغيرهم من الفنانين والفنانات العراقيات الذين ما زالت اسماءهم واصواتهم لاتنسى سواء لدى العراقيين والعرب ، ليقدمها الى الفنانين العراقين والعرب تقديرا لهم
جائزة الجواهري لباسكال؟!
زارا -فعلا ما علاقة الجواهري بالغناء اصلا؟!! ثم ان باسكال مثلها مثل مجموعة هيفاء ونانسي ومن مثلهم، في افضل الأحوال هي ليست الا مغنية قد يعتبرها البعض جيدة او لا بأس بها.....لو اعطيت الجائزة مثلا لماجدة الرومي لكان الأمر معقولا اكثر.....لا شك ان مسؤولا عراقيا تدخل في الموضوع.
يا استاذة انعام
كاميران محمود -لا أدري ان كان منح الميدالية قد تم خلال زيارة من باسكال لبغداد وللمؤسسةأم بعد جهد تقييمي من المؤسسة. ففي الحالة الأولى قد تكون المؤسسة منحتها المدالية كنوع منالتكريم والترحيب ولان الشعر حاضنة لكل الفنون كلاماوصورا ونغما ولعدم وجود ميدالية تخص الموسيقى. امااذا كان الموضوع متعلقا بالتقييم كما يتم منح(غرامي) فكانيجدر بالمؤسسة إعلان أسباب اختيارهالباسكال دون غيرها(مع علوكعبها)واعتقد ان هذا هو سبب الاشكال واقتراحكبتخصيص ميدالية باسم إحدى المغنيات للموسيقيين وجيهجدا .اما ايش جاب البامية على المرحبا فينطبق على العلاقةبين المعلقة زارا وأوضاع الثقافة والمجتمع والفنون العربيةوهاقدرأيناها تضع باسكال ونانسي جنباإلى جنب مع هيفامع ان أدواتهاالتحليلية تنحصر في المسلسلات العربية وعملياتالتجميل والحقدالقومي(عنصرية في احاديث ضعيفة)وتقبلي تحياتي.