جريدة الجرائد

رصاصات أصابت وأخرى أخطأت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ما من بلد في العالم يضاهي الولايات المتحدة الأمريكية في عدد عمليات اغتيال الرؤساء فيها، أو محاولة اغتيالهم. أربعة رؤساء نالت منهم رصاصات المنفذين، فيما أخطأت هذه الرصاصات آخرين، أحدثهم الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات القادمة دونالد ترامب.

يعود الأمر إلى القرن التاسع عشر، حين اغتيل الرئيس ال16 للبلاد، إبراهام لينكولن في عام 1865، أثناء حضوره عرضاً مسرحياً في واشنطن، وفي القرن نفسه أيضاً اغتيل الرئيس ال20 للبلاد جيمس جارفيلد في عام 1881، في محطة السكك الحديدية في واشنطن، ولم يكن القاتل شاباً متهوّراً في العشرين من عمره، إنما محامٍ بارز غاضب من الرئيس لأنه رفض تعيينه سفيراً في باريس.

شهد القرن العشرون اغتيال رئيسين آخرين، الأول هو الرئيس ال25 وليام ماكينلي في عام 1901، بعد إطلاق النار عليه وهو يوجه التحية لمؤيديه في حفل استقبال أقيم في أحد المعارض، أما أشهر، وآخر، عملية اغتيال، ووثقتها كاميرات التلفزيون، فكانت بعد أكثر من ستين عاماً، في عام 1963، حين قتل الرئيس ال35، جون كيندي، خلال سير موكبه في أحد شوارع مدينة دالاس.

إضافة إلى من أصابتهم رصاصات من تصدّوا لاغتيالهم، فإن هناك عدداً أكبر من الرؤساء الأمريكان الذين كانوا محظوظين، فأخطأتهم تلك الرصاصات، وبينهم أندرو جاكسون في 1835، واللافت أن من حاول اغتياله كان رسّاماً، ثم الرئيس ثيدور روزفلت في 1912، وكان الفاعل في هذه المرة صاحب صالون أصابت رصاصته الرئيس لكنه نجا من الموت.

عامل بناء عاطل عن العمل كان من أطلق خمس رصاصات في عام 1933 في محاولة لاغتيال فرانكلين روزفلت، خلال خطابٍ ألقاه أمام حشد في ميامي بفلوريدا. لم تصب الرصاصات روزفلت، لكنها أصابت وقتلت أربعة أشخاص، من بينهم عمدة شيكاغو. وفي عام 1950 حاول ناشطان مؤيدان لاستقلال بورتريكو اغتيال الرئيس هارى ترومان في بيت بواشنطن كان يقيم فيه، مؤقتاً.

شهد عقدا السبعينات والثمانينات الماضيان ثلاث محاولات اغتيال، الأولى والثانية كانتا في عام 1975 للرئيس جيرالد فورد، فصل بينهما نحو أسبوعين، وفي المرتين تمّ الأمر على يد امرأتين مختلفتين، أوقفتا قبل شروعهما في إطلاق النار، وفي مارس 1981 أطلق رجل عدة طلقات على الرئيس رونالد ريجان في واشنطن، ومثل ثيدور روزفلت أصيب ريغان لكن الفرق الطبية أنقذت حياته.

ها هو القرن الحادي والعشرون يشهد عملية مشابهة، هدفها دونالد ترامب، وشاهدها الناس على الشاشات. نجا ترامب، وأكثر من ذلك برع في توظيفها في حملته الانتخابية، وهو يُلوّح بقبضة يده أمام مناصريه، فيما تسيل الدماء من أذنه المخدوشة. في تفاصيل كهذه لا أحد يضاهيه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف