جريدة الجرائد

جواهر القصيد وشيم الفرسان في وطن الخير والتميز

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بين إيقاع الميم المسبوقة بالألف الممدودة في صدر البيت، وإيقاع الحاء المسبوقة بالياء الممدودة أيضاً في عجز البيت، تتحرك هذه القصيدة الجميلة، فائقة الجمال، عقالْ المِرجلِهْ (بو خالد).

والتي كتبها، وبإحساس شعري نادر نابع من أعماق القلب، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تنويهاً بالمناقب الأخلاقية الفريدة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وتأكيداً على عمق الإخاء الذي يربط بين هذين القلبين الكبيرين، اللذين نهلا أصفى دروس الحكمة والشهامة والفروسية في مدرسة الشيخين الكبيرين المؤسسين، المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، ليظل هذا العقد الوثيق، هو الناظم لكل هذه المشاعر الرائعة، التي تربط بين هذين الفارسين الطالعين على الوطن مثل قمرين في ليلة التوهج والاكتمال.

إنتحزَّمْ بكْ ويانعمْ الحزامْ

ياعقالْ المرجلهْ لي مايطيحْ

شيخْ نادرْ بوخالد في الانامْ

منْ عليكْ يراهِنْ يكونْ الرِّبيحْ

بكلّ هذا الحب والإخاء، يفتتح صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هذه القصيدة البديعة، مؤكداً على الرمزية العالية لشخصية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي هو صمام الأمان لهذا الوطن، فمن تحزّم به، حاز على الكنز، لأنّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هو جبل الوطن الذي يستند إليه أبناء شعبه، ويجدون في ظله الأمن والأمان، وهو عقال الرأس الدال على قمة الرجولة وهيبة الفروسية في ثقافة العرب، وفي البادية على وجه الخصوص، ثم يصرّح صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بأن عضيده وسميّه، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، يمتلك شخصية نادرة بين القادة، لا تخلف وعداً، ولا تخذل من يراهن عليها، فكلّ من راهن على صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، عاد بالسهم الربيح، والسعي النجيح.

عشتْ قايدْ دومْ سيركْ للأمامْ

وعشتْ رايدْ كلْ منْ ضَدِّكْ طريحْ

طابتْ أفعالكْ قبلْ طيبْ الكلامْ

قولكْ وفعلكْ صحيحٍ في صحيحْ

إنّ هذا القائد الفذّ، هو النعمة السابغة على هذا الوطن، فهو يسير به نحو المعالي، ويواصل مسيرة الآباء المؤسّسين، الذين غرسوا كل معالم الرشد والحكمة والحزم في قلوب الوارثين من القادة الفرسان، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، قائدٌ متمرّسٌ بكلّ فنون القيادة المدنية والعسكرية، فهو سيف الوطن وراعي نهضته.

ولذلك كان هو الرائد، وكان كلّ من يسعى ضدّ مساعيه، الطريح المنبوذ، الذي لا قيمة له في موازين العقل والحكمة والرجولة، ويكفيه أنّه رجل القول والفعل، وأنّ أفعاله تسبق أقواله، في عصرٍ طغت فيه الأقوال على شخصيات القادة والرجال، حتى أوشكت الثقة أن تتلاشى بين القيادات والشعوب، أما صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، فهو الذي لا يقول قولاً إلا وجعله فعلاً متحققاً وصحيحاً في صحيح.

في السياسهْ الناسْ تلعبْ بالكلامْ

وإنتهْ واضِحْ مثلما الصِّبحْ الصِّريحْ

دمتْ ظلْ لشَعبْ في ظلِّكْ ينامْ

مايخافْ وتحتْ حكمكْ مستريحْ

وتزداد صورة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، توهّجًاً وإشراقًاً في هذا المقطع، الذي يضيء ما سبقه من القصيدة، ويؤكِّد على ما جاء فيها، فإذا كانت السياسة قد تصل إلى حدود اللعب والتمثيل والدبلوماسية التي تقترب أحياناً من حدود الكذب، فإنّ سموه رجل المواقف الواضحة، والسياسة الحازمة، التي لا تخفي شيئاً في مسيرة الدولة، فهو كالصبح الذي ينقشع من بزوغه كلّ الظلام.

وهذا خُلُق فريد، تلقّاه من شيخ الجزيرة وحكيمها وفارسها الشجاع، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وها هو (بوخالد) يحافظ على هذا الإرث الأخلاقي والسياسي الثمين، وكما كان والده ظلاً لشعبه ووالداً لهم، فهو كذلك الظلّ الظليل، الذي يستريح الشعب كلّه في ظلاله، ويخلد إلى الراحة والأمان، لأنه يعرف أنه في حمى قائد لا يساوم على وطنه، ولا يبتغي بأمان شعبه بديلاً.

وعشتْ غيمْ ويتبعَهْ جودْ الغمامْ

يومْ غيركْ مثلما الصَّحرا شحيحْ

وعشـتْ رمــزٍ مـثـل رايـتنا هـمامْ

وعـشـتْ فـارسْ لا يـردْ ولا يـشيحْ

في هذا المقطع، تدخل القصيدة في أجواء الوجدان الصافي، وتتحرك ضمن هذه الصور المنتزعة من الطبيعة، للتعبير عن العاطفة الصادقة، التي تموج في قلب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، حين يدعو لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، بأنْ يظلّ غيمة ماطرة، يرتوي الوطن من غيثها المدرار، ويتبعها الجود والخير أينما حلّت وارتحلت، في حين أنّ غيره من القادة يتضوّر شعبه جوعاً، ولا يكادون يظفرون بأدنى حقوق العيش، فكأنّهم لعنة نزلت عليهم، تأتيهم بالجدب والقحط في قلب الصحراء القاحلة، فلذلك، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رمزاً للوطن، ولواءً له، وفارساً لا يردّ سائلاً، ولا يشيح بوجهه الطيب عن قاصديه.

شـافتْ الـدولهْ عَ وجـهكْ الإبتسامْ

شـعـبها يـضـحَكْ إذا غـيـرهْ يـصـيحْ

إنـتـه إنـتهْ وقـولْ عَ الـدِّنيا الـسلامْ

تـشتغلْ فـي صمتْ ماتبغي مديحْ

والقائد الصالح، هو فأل الخير على شعبه، ووجه السّعد على حياتهم، وإنّ وطننا الإمارات محظوظ وسعيد بهؤلاء الصِّيد من آل نهيان، الذين ورثوا الحكمة والسيادة كابراً عن كابر، وكانوا لشعبهم خير حاكمٍ لرعية، فكانت هذه الحياة الطيبة الرغيدة، التي ينعم بها شعب الإمارات، في الوقت الذي تئنّ فيه شعوب أخرى من وطأة الفقر والحاجة والظلم، فالحمد لله الذي وهبنا هذا القائد الشجاع الحكيم، الذي تعتز به البلاد والعباد، بحيث أغناها عن البحث عن أي مطلب، حين ظلّلها بظلّه، وعمل بصمت الفرسان، غير عابئٍ إلا بكلّ ما يرتقي بوطنه، ويرفع قدر إنسانه الطيب النبيل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف