جريدة الجرائد

دعم الشباب والحاجة إلى مبادرات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كما هو معروف، فإن مرحلة الشباب من المراحل العمرية الحيوية والمهمة في حياة الإنسان، لأن الشباب يتمتعون بالنشاط والحيوية، والقدرة على التعلم والإبداع. وهي مرحلة تعتبر فرصة لتعليمهم وتدريبهم على المعارف والمهارات اللازمة، لبناء مستقبل زاهر وواعد، محمل بالنجاحات والتفوق والتميز. لذا من الأهمية استثمار هذه الطاقة والنشاط، بما يعود بالنفع على الشاب نفسه، وبالفائدة على مجتمعه.

قرأت قبل فترة دراسة نشرتها منظمة العمل الدولية، www.ilo.org في عام 2021 تحت عنوان: &"الاستثمار في الشباب الفوائد الاقتصادية والاجتماعية&" جاء فيها أن الاستثمار في تنمية مهارات الشباب مهم جداً، وأن له عوائد مفيدة على الشاب نفسه ومجتمعه، ويؤدي هذا إلى النمو الاقتصادي وتقليل التكاليف الاجتماعية، نظراً لتدني البطالة والفقر. أيضاً توصلت الدراسة إلى أن الاستثمار في الشباب يؤدي إلى تحسين ونمو إيجابي في مجالات الصحة والرفاهية، وزيادة المشاركة المجتمعية، لهذه الفئة، وأن الاستثمار في التعليم والتدريب المهني تحديداً يحسن قابليتهم للتوظيف، ومهارتهم في سوق العمل.

لذا من الأهمية وعي الآباء والأمهات بأهمية إعداد أبنائهم وهم في مرحلة الشباب، نحو تطوير مهارتهم ومعارفهم، والعمل على التغلب على التحديات المعاصرة، وعلى كل أب وأم التغلب على الصعوبات التي تواجههما لتحقيق هذه الغاية، والهدف، حيث تواجههما تحديات ليست سهلة مثل تحدي الفجوة الرقمية التي تصعب على الأب والأم مواكبة تطورات التكنولوجيا المتلاحقة، وهو ما قد يعيقهما عن توجيه أبنائهما بشكل فعال.

لذا تظهر الحاجة لأهمية تحسين مهارات الآباء والأمهات في استخدام التكنولوجيا والوسائل الرقيمة لدعم أبنائهم. وأيضاً لا ننسى التحدي المالي والاقتصادي، حيث هناك تكاليف التدريب والتطوير المهني للشباب، وهو ما قد يشكل عبئاً على ميزانية الأسرة. وهناك أيضاً فجوة أخرى تتعلق بالمعرفة والخبرة، فقد يواجه الآباء والأمهات صعوبة عند توجيه أبنائهم نحو المجالات المستقبلية والمهارات المطلوبة في سوق العمل، بسبب توقف معرفتهم عن الاتجاهات والمتغيرات في سوق العمل. وهناك أيضاً تحدي المخاوف بشأن مستقبل أبنائهم وهو ما قد يؤثر في قراراتهم.

لذا من الأهمية ابتكار مبادرات وبرامج مجتمعية داعمة تستهدف تمكين الآباء والأمهات، لتوجيه أبنائهم التوجيه الأمثل. أيضاً من الأهمية تعزيز وتطوير التعاون بين المؤسسات التعليمية والأسر.

وكما هو ملاحظ، فإن تكاتف الجهود في المجتمع لدعم الشباب واقع ماثل ومهم، والحاجة للبرامج والمبادرات في هذا المجال من المهم أن تكون ثرية ومتواصلة.

www.shaimaalmarzooqi.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف