تداعيات من جبال الأولمب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ولدت الفلسفة في اليونان، وكذلك الألعاب الأولمبية ظهرت في جبال الأولمب في شكل من أشكال الفلسفة، قبل سقراط وأرسطو وأفلاطون، وفي حين كان المشّاؤون والرواقيون والأبيقوريون، يمرّنون عقولهم على الفكر والجدل والاستدلال كان الأولمبي اليوناني يجري، ويرمي القرص والرمح، ويجول في حلبات المصارعة.. اللياقة الأولمبية بدأت أولاً في معبد زيوس في مدينة أولمبيا في اليونان، ولم يكن المهرجان الأولمبي رياضياً وحسب، بل كان طقساً واستعراضاً للقوّة، وربما هي بالذات تلك القوّة الكامنة في الفلسفة وفي الأسطورة.
كانت ثقافة الإغريقي ثقافة بدنية، ولا بد له من هذه البدنية القوية لأنه في الوقت نفسه محارب لا يقبل بأقل من رتبة بطل، وسوف نتأمل معنى البطولة، أو معنى لياقة الجسد البشري القوي والسليم من أي عاهة أو مرض في هذه الرياضة الأولمبية الرشيقة، الرياضة الشابة التي تعكس أيضاً شباب الأمم والشعوب في القارّات الخمس.
كانت الدورة الأولى للألعاب الأولمبية في العام 1896 في أثينا، وفي العام 1900 ذهبت الدورة الثانية إلى فرنسا الدولة المستضيفة لدورة 2024، وقبل ذلك استضافت فرنسا دورتي العام 1924، والعام 1968.
صمّم علم الألعاب الأولمبية فرنسي يدعى بيير دي كوبرتان في العام 1913، ويأتي دائماً في سيرته أنه مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة، وهو أيضاً من وضع قسم الأولمبياد.
بحسب جدول الميداليات التي فازت بها الدول المشاركة في الألعاب الأولمبية، فقد فازت فرنسا ب 636 ميدالية العاب صيفية (ذهب، فضة، برونز) وفازت ب 94 ميدالية ألعاب شتوية.
لم تذهب استضافة الألعاب الأولمبية منذ انطلاقها في 1896، وإلى اليوم إلى أي بلد عربي على الإطلاق، لكن بعض البلدان العربية يشارك في هذا الحدث العالمي، ويعود بعض اللاعبين العرب فائزين بميداليات لكن يظل مستوى المشاركات العربية متواضعاً بالنسبة إلى دول مثل أمريكا وبريطانيا واليابان وروسيا وإيطاليا والصين.
في الإطار العام لهذه الألعاب التي تجري مرة كل أربع سنوات هناك ما هو ثقافي، وجمالي، وبدني، وتعايشي، بل هناك ما هو فكري وتراثي نعاينه في التفاعل الإنساني والحضاري بين آلاف اللاعبين الشباب، وأيضاً، من خلال لغة الجسد التي هي بالفعل مؤشر مادي ومعنوي على اللياقة البدنية والعقلية للشعوب التي يمثلها اللاعبون واللاعبات في سن قد تكون تحت الخامسة عشرة، إلى العشرين والثلاثين من هذه الأعمار الشابة التي نقرأ من خلالها حيوية العالم، ومن ثم، قد يتاح لنا مقارنة أنفسنا مع هذه الحيوية الجسدية التي تعكس أيضاً حيوية العقل والقلب والروح.. التي تصنع معاً الفكر، والفلسفة والتاريخ بوجهيه الأسطوري والواقعي.