جريدة الجرائد

ليست مجرد ترفيه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الإجازة الصيفية عادة سنوية مألوفة في مجتمعاتنا، وتعد فرصة للميدان الأكاديمي بفئاته كافة، لإعادة تشكيل الطاقات والقدرات، لمواصلة مسيرة بناء الأجيال بفاعلية واقتدار، لذا نجد تنوعاً في طرائق التعاطي معها؛ إذ تختلف من فئة لأخرى في مجتمع التعليم.

ولكن كيف تتعاطى الجهات المسؤولة عن إدارة التعليم مع الإجازة الصيفية، وهل لديها تخطيط واضح لدعم مهارات وقدرات الطلبة خلالها؟ وماذا عن نصيب الطلبة المتميزين وأصحاب المواهب؟ وإلى أي مدى يسهم التوظيف الجيد للإجازة في تطوير قدرات الأبناء؟

في نظرة تَرَوّي، نجد أن وزارة التربية والتعليم &"الإمارات للتعليم قبل الدمج&" تتعاطى مع الإجازة بطريقة مختلفة؛ إذ تطبق برنامج &"صيفنا بالخارج&"، والذي يعد من أهم الحاضنات، لإيفاد الطلبة الموهوبين والمتميزين أكاديمياً ومعرفياً لدول مختلفة، فكانت استضافة 270 طالباً وطالبة في اليابان والصين وكوريا وسنغافورة.

برامج إيفاد الطلبة تعد استثماراً حقيقياً لأبنائنا المتميزين معرفياً؛ إذ تكمن أهميتها في تنمية مهاراتهم اللغوية، التي تشكل أبرز الفوائد التي يجنيها الطلبة من الزيارات الدولية، فضلاً عن تعزيز الوعي الثقافي، وتنمية المهارات الاجتماعية، وتعزيز الاستقلالية والثقة بالنفس.

ولا شك أن التفاعل مع أشخاص من خلفيات متنوعة يعزز المهارات الاجتماعية للطلبة، مثل التواصل الفعال، والعمل الجماعي، والتغلب على التحديات، وهنا لا نستطيع أن نعتبر الزيارات الدولية مجرد رحلات ترفيهية، لاسيما أنها تتطلب من الطلبة التخطيط والتنظيم والتكيف مع بيئات جديدة، ليست متوفرة في مجتمعاتنا الأصلية.

الانخراط في تجارب جديدة ومشاهدات مختلفة ومعايشات متنوعة، يحفز الطلبة على التفكير النقدي والإبداعي، الذي يتيح لهم الفرصة لتحدي الأفكار التقليدية والتحرر منها، وتطوير حلول مبتكرة للمشاكل التي قد يواجهونها في حياتهم التعليمية والعملية.

وهنا ينبغي أن نعيد النظر في أهمية الزيارات الدولية؛ إذ تعد تجارب تعليمية تنموية تسهم في تطوير مهارات وقدرات الطلبة على مختلف الصعد، من تحسين المهارات اللغوية إلى تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي، مع تعدد الفوائد التي يجنيها الأبناء من هذه التجارب، وهذا يدعو الجميع إلى التفكير بجدية في استغلال هذه الفرص لتحقيق أكبر قدر من الفائدة التعليمية والشخصية.

لماذا لا يتم التوسع في تلك البرامج لاستيعاب المزيد من الطلبة وتمكينهم؟ وأين أبناء التعليم الخاص من هذه البرامج؟ ولماذا لا تخطط الجهات المعنية بالإشراف على المدارس الخاصة هذه النوعية من البرامج؟ لبناء جيل من العباقرة وفق أكثر من مسار معرفي مؤثر؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف