جريدة الجرائد

دور أمريكا في الحرب القادمة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأ التنسيق بقوة بين أمريكا وإسرائيل لمواجهة التطورات المستجدة المتمثلة في التصعيد بين إسرائيل وإيران ووكلائها، وبدأ التحضير بتحريك أمريكا لقوات لها خارج المنطقة باتجاه منطقة الشرق الأوسط لتضاف إلى ما هو موجود فيها.

* *

ولم تنف واشنطن أن أي حرب قد تبدأ إثر مقتل فؤاد شكر وإسماعيل هنية ضد إسرائيل، بأنها ستكون طرفاً في هذه الحرب، وإن دعت كل الأطراف إلى عدم التصعيد، وإنهاء الحرب في قطاع غزة.

* *

ولم تكتف إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لمواجهة ردود الفعل الغاضبة على مقتل القائدين البارزين، واستباحة الأراضي الإيرانية واللبنانية، وإنما شمل التنسيق الإسرائيلي مع بريطانيا وفق ما تناقلته الأخبار.

* *

السؤال: كيف لا تريد واشنطن التصعيد، وتدعو إلى التهدئة، وتطالب بإيقاف الحرب في غزة، وهي تعلن أنها معنية في الدفاع عن إسرائيل في أي هجوم مفترض من إيران ووكلائها انتقاماً لمقتل قائدين بارزين، وعدم احترام سيادة إيران ولبنان؟

* *

عدم التهدئة، والاستمرار في التصعيد، وغض النظر عن قيام إسرائيل بقتل المدنيين، وحرب الإبادة في غزة، وخلقها لهذه الأجواء من التوتر، منعاً لإقامة الدولة الفلسطينية، وإصراراً على الاستمرار باحتلال فلسطين، مدعومة من أمريكا وحلفائها عسكرياً وسياسياً، هو ما جعل تل أبيب تتمرَّد على كل القوانين والأعراف الدولية، وتجعل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار.

* *

ومن المستبعد أن لا يكون لدى واشنطن علم قبل الضربتين الموجعتين في ضاحية بيروت وفي قلب طهران، بحكم التنسيق الدائم بين أمريكا وإسرائيل، والتحالف القائم بينهما تاريخياً، وكان على واشنطن أن تمنع تل أبيب من هذه المغامرة غير المحسوبة نتائجها، ولكنها لم تفعل.

* *

حالياً تواجه المنطقة تحدياً خطيراً لأمنها واستقرارها، خاصة مع انخراط الولايات المتحدة مع التطورات الجديدة، بما في ذلك الحرب المفترضة، وفق التصريحات التي تصدر من إيران ووكلائها في المنطقة، ورد فعل أمريكا عليها، علماً بأنه ما من قوة إذا ما نشب القتال تستطيع أن تسيطر على الأوضاع، وتمنع استمرار القتال، إلا إذا جاءت الضغوط من واشنطن ملزمة لإسرائيل بالكف عن عدوانها المتكرر.

* *

أذهب إلى ما هو غير ذلك، وأدعو كل الأطراف إلى التخلي عن التفكير والتخطيط والعمل لتوسيع رقعة الحرب، بل إلى البحث عن فرص لمنعها، وحصرها في مناطق النزاع، وفي حدود مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتصدي لها، وهو حق مشروع لمن تعرضوا لعدوان من إسرائيل.

* *

والأهم أن تتحرك الولايات المتحدة بصدق وجدية ورغبة صادقة لإحلال السلام في منطقتنا، بإلزام إسرائيل بخيار الدولتين الذي يتفق وقرارات مجلس الأمن، ووافقت عليه الدول الأعضاء في المجلس، وقبول الفلسطينيين والعرب بهذا الخيار، ولم يبق سوى إلزام إسرائيل بالقوة للتجاوب مع هذا التوجه، وليس هناك من دولة تستطيع أن تقوم بهذا الدور سوى أمريكا التي ظلت تحميها وتسندها على مدى عقود من أن تتعرض إلى السقوط والانهيار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف