ماذا يدور في الأسواق المالية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله العلمي
"تسونامي" الأسواق الأسبوع الماضي تسبّب بضرب الأسهم الأميركية، وتراجع مؤشر "داو جونز" بأكثر من 6% ومؤشر "S&P 500" بقرابة 2%. شرارة الهبوط الحاد جاءت بعد نشر تقرير مُحبِط عن سوق العمل الأميركي، وارتفاع البطالة إلى 4.3%، وخسارة العقود الآجلة للذهب، وتصفية المستثمرين مراكزهم بالتزامن مع موجة بيع واسعة النطاق للأسهم.
على خطى هذا التراجع الحاد، وفي ظلّ التوترات الجيوسياسية، هبطت معظم مؤشرات الأسواق العالمية، وتكبّدت الأسهم في كل قارة خسائر فادحة، ما أعاد إلى الأذهان "الاثنين الأسود" في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 1987، حين شهدت أسواق المال العالمية انهيارات حادّة.
أكتوبر
ضربت العاصفة المالية شركات التكنولوجيا التي خسرت نحو تريليون دولار من قيمتها السوقية، ما استفزّ العالم كله. على سبيل المثال، تدهور سهم "إنتل" بنسبة 26% في أسوأ أداء له منذ عام 1974، ما أثار المخاوف من ركود اقتصادي وشيك. اضطر البنك المركزي في اليابان لرفع أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع، بعد أن هوت مؤشرات البورصة لأدنى مستوى لها منذ عام 1987.
من الواضح أن الحرب ضدّ التضخم المرتفع في اوروبا لم تنته بعد، وليس هناك أي ضمان بأن أسعار الفائدة ستنخفض قريباً. انتقلت العدوى أيضاً إلى الأسواق العربية التي تراجعت متأثرة بالاضطرابات الجيوسياسية حول العالم. كما شهدت بورصات الخليج خسائر حادّة تزامناً مع سقوط الأسواق، حيث بلغت خسائر "وول ستريت" 870 مليار دولار في 7 ساعات فقط. بعد أيام عدة، عادت الأمور إلى نصابها، واسترجعت أسواق الأسهم العالمية أنفاسها.
الأحداث الاقتصادية ليست كلها سلبية. شركة التصنيع الوطنية السعودية تعمل على مضاعفة إنتاج البتروكيماويات، وتنطلق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا. كذلك، أعدّت وزارة الصناعة السعودية النسخة الثالثة من برنامج "ألف ميل"، لتوفير بيئة واعدة للقطاعين الصناعي واللوجستي. إلّا أن علينا تحديد نقاط قوة الإنتاجية وضعفها، وتقييم تحدّيات السوق، وتطوير خطط عمل لنتمكن من اتخاذ قرارات استثمارية جيدة.
أيضاً في السعودية، نجح صندوق تنمية الموارد البشرية بدعم توظيف أكثر من 153 ألف مواطن ومواطنة في منشآت القطاع الخاص، خلال النصف الأول من عام 2024. لعلي أضيف أن إجمالي المبالغ التي قدّمها الصندوق للمنشآت الخاصة خلال تلك الفترة بلغ 3,79 مليارات ريال، استفاد منها 1,4 مليون مواطن ومواطنة، إضافة إلى استفادة نحو 100 ألف منشأة تعمل في القطاعات الحيوية في المملكة. من الإيجابيات أيضاً ارتفاع عدد الموظفات في القطاع الحكومي السعودي إلى 528,422 موظفة، وفي القطاع الخاص إلى 1,222,332 موظفة. ولا بدّ من أن أنوّه هنا بمشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر الطاقة لأكثر من 2.436.523 منزلاً في المملكة، أي حوالى 66% من المساكن، وكذلك إصدار 2,7 ألف ترخيص استثماري، ما يعكس مكانة السعودية كوجهة جاذبة.
آخر الكلام. لعلّي أختم بخبر رائع، وهو أن أرباح شركة "أرامكو السعودية" في الربع الثاني تفوق أرباح أكبر 5 شركات طاقة عالمية مجتمعة، هي: "إكسون موبيل، وشيفرون، وتوتال، وشل، وبي بي".
اللهمّ زد وبارك.