أما آن لمنطقتنا أن تستريح؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خالد بن حمد المالك
كل فلسطيني إرهابي، وكل طفل فلسطيني هو مشروع لمجرم قاتل، وهكذا يفكر الإسرائيليون، ولهذا يُقتل الطفل والمرأة والرجل المسن، ويُسجن من نجا من الموت، ويُمنع الدواء والماء والغذاء ضمن حرب الإبادة عنهم، وتستمر شهية الإسرائيليين في القتل رغم تجاوز القتلى من الفلسطينيين إلى أكثر من أربعين ألفاً، ومائة ألف من المصابين، وآلاف من الفلسطينيين هم الآن في غياهب سجون العدو تحت التنكيل والتعذيب.
* *
تفعل إسرائيل كل هذا، ولا تقبل بخيار الدولتين، وتصر على أن الفلسطينيين يقيمون في أرض ليست لهم، فهي بزعمها أرض إسرائيل، متجاهلة كل الحقائق والثوابت والوثائق والمستندات والتاريخ، ومعتمدة على دعم أمريكا والغرب لإفشال أي محاولة لقيام الفلسطينيين باسترداد حقوقهم المشروعة.
* *
تدعي إسرائيل أنها مهددة بالزوال إذا ما قامت دولة فلسطينية مجاورة لها، وأنها في حالة خطر من جيرانها العرب، مع أنها هي الدولة المعتدية، والمحتلة، والتي تمانع وتتهرب من تحديد حدودها كما هي كل دول العالم، وتدعمها أمريكا والغرب عن علم مسبق بكذبها، ومعرفة بعدوانها، وتأكدها من أنها ضد السلام والاستقرار، وأن أطماعها لا نهاية لها، منذ احتلالها لفلسطين عام 1948م وإلى اليوم.
* *
فعدوان تل أبيب لا يتوقف على الضفة الغربية وقطاع غزة، واستمرارها في تلويثها للقدس يتم بتصرف وقح ومستفز، مع إمعانها على أنها عاصمة أبدية وموحدة للكيان الإسرائيلي، ولا من دولة تنكر عليها هذا السلوك المشين، وتدعوها إلى التوقف عن هذا التعامل غير الإنساني مع الفلسطينيين.
* *
وأمريكا الآن تضع قواتها المسنودة بكل أنواع الأسلحة الضاربة في جهوزية للدفاع عن إسرائيل إذا ما تعرضت لأي مما تصفه بعدوان عليها، فيما هي المعتدية والقاتلة والإرهابية والمحتلة لأراض فلسطينية وسورية ولبنانية، ولو أجبرت على الانسحاب منها، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، لتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، غير أن الاستعمار البغيض لا يريد تحقيق ذلك، فله مصلحة في استمرار المنطقة على صفيح ملتهب وساخن، وليس هناك غير إسرائيل التي تحقق له هذا الهدف.
* *
وكل هذا يحدث أمام أسماع وأنظار العالم، والجميع بين داعم أو ملتزم الصمت بما يشبه الدعم، بينما تستغل إسرائيل دعمهم لزيادة تفوقها العسكري لتعبث بأمن المنطقة كما يحدث الآن، والويل لمن يعترض على عدوانها، أو يفكر بالتصدي لحروبها، وإن ظهرت إسرائيل في وضع الدولة المعرَّضة للهزيمة فأمريكا والغرب في وضع الدفاع عنها، والتماس الأعذار الكاذبة في تدخلهم لصالحها.
* *
والمنطقة تحتاج إلى الاستقرار، إلى السلام، إلى العيش بأمان، وإلى الانصراف لحياة حرة كريمة، بعيداً عن الحروب وويلاتها، فكيف يتحقق ذلك وإسرائيل تحت الحماية الأمريكية وداعمة ليستمر عدوانها، وتهديدها للأمن في المنطقة، بينما لا تسمع من الغرب إلا الجعجعة عن ضرورة قيام دولة فلسطينية، دون أن يكون هناك جدية وعمل صادق منهم لتحقيق ذلك.