جريدة الجرائد

«الأوقاف» ما بين أحمد ياسين... وهنيّة!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالعزيز الفضلي

الكويت حكومةً وشعباً كانت وما زالت وستبقى بإذن الله من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، ولحق الشعب الفلسطيني الشقيق في تحرير أرضه واسترداد مقدساته.

عندما تم اغتيال الشهيد، بإذن الله الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله - مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مارس 2004م، كنت وقتها مكلفاً من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإلقاء الخطبة الرسمية المنقولة عبر الإذاعة والتلفزيون، وكانت الوزارة قد حدّدت مسبقاً أحد المواضيع للخطبة، ولكن بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين جاءني اتصال من الوزارة بأن يتم تغيير عنوان الخطبة وجعله في رثاء الشيخ، رحمه الله.

وبالفعل ألقيت الخطبة الرسمية، وكانت في رثاء الشيخ أحمد ياسين.

بعد عشرين عاماً وفي 31 يوليو 2024م اغتال الكيان الصهيوني رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ورئيس المكتب السياسي لحماس، الشهيد، بإذن الله، الشيخ إسماعيل هنية. فأصدرت وزارة الخارجية الكويتية بياناً عبّرت فيه عن استنكارها الشديد لعملية الاغتيال، واعتبرت ذلك عملاً إجرامياً غير مسؤول، وأن هذا السلوك العدواني يعتبر انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي.

وبناء على هذا الموقف الرسمي من الدولة، ولوجود فتاوى سابقة من وزارة الأوقاف ومراجع فقهية عدة بجواز صلاة الغائب على من تم الصلاة عليه، ولسوابق مشابهة، اجتهد بعض الإخوة الخطباء في الكويت، فأقاموا صلاة الغائب على الشيخ إسماعيل هنية، رحمه الله، كما استنكر بعض الخطباء عملية الاغتيال، ودعا لهنيّة بالمغفرة والرحمة.

في اعتقادي أن الخطباء لم يخطئوا عندما تحدّثوا عن الشهيد، بإذن الله، إسماعيل هنية في خطبهم، ولم يتجاوزوا ميثاق المسجد.

فشرعاً لا يوجد ما يمنع من الترحم على مسلم مجاهد قُتِل على يد أعداء الله الذين لعنهم الله في كتابه.

ووطنياً فإن الكويت لم تصنف حركة حماس كجماعة إرهابية، ولم يكن للشيخ إسماعيل هنية، أي مواقف أو تصريحات مسيئة للكويت أو دول الخليج الشقيقة، بل كانت حركة حماس من أولى الحركات التي دانت الغزو العراقي للكويت.

كما أن ميثاق المسجد، لم ينص على منع الترحم على الأشخاص بالاسم - خصوصاً إذ لم تكن على تلك الشخصيات أي ملاحظات من قبل حكومة الكويت - وإنما نص الميثاق على عدم الإساءة إلى الأشخاص أو الهيئات.

كلنا أمل بمعالي وزير الأوقاف الدكتور محمد الوسمي، والمشهود له بالانصاف وبالإخوة الأفاضل المسؤولين بالوزارة بأن يتم التعامل مع الإخوة الخطباء من هذا المنظور، وأن اجتهادهم بإقامة صلاة الغائب على الشيخ إسماعيل هنية، كانت لهم فيه مبررات شرعية، وسوابق تاريخية.

نسأل الله تعالى أن يلهم الجميع التوفيق والسداد، وأن يجعل الكويت سنداً وعوناً لكل مظلوم أو منكوب.

X: @abdulaziz2002

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف