جريدة الجرائد

التميز لا يحتاج قدرات خارقة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فاطمة المزروعي

البعض منا يمتلك مواهب تختلف من شخص لآخر، وجزء كبير من حياتنا نعتمد فيه على البحث حول اكتشاف هذه المواهب وربما كيفية استخدامها وتوظيفها فيما يعود علينا بالنفع، وعملية الاكتشاف قد تستغرق العديد من السنوات، والبعض قد لا ينجح في التوصل إلى مواهبه أو قد يقضي حياته في أعمال لا تتناسب مع نقاط قوته أو مجالات تفوقه، الممثل الكوميدي والنجم السينمائي جيم كاري الذي كان يتقاضى مليون دولار أو أكثر عن أفلامه يتمتع بموهبة فريدة في التمثيل، حيث يمكنه أن يثني ويلوي وجهه ليأخذ أوضاعاً غريبة ويبدو أحياناً وكأنه مصنوع من المطاط، لقد كان الممثل جيم كاري في فترة مراهقته يقضي ساعات كل يوم للتدريب أمام المرآة، لقد واجه العديد من التحديات على طول طريقه إلى النجومية وفي إحدى مراحل حياته أضاع سنتين من عمره في صراعه مع ما كان يشعر به من ضعف في ثقته بنفسه ومع ذلك كان مقتنعاً بقدرته وموهبته في مجال الكوميديا مما جعله يثابر ويجاهد ويعزز ثقته بنفسه بساعات من التدريب اليومي وقام بتحرير شيك بـ10 ملايين دولار مقابل خدماته ووضع عليه تاريخ الاستحقاق ثم احتفظ به، وعندما كانت الظروف تشتد وتصعب عليه كان ينظر للشيك ليذكر نفسه بأنه سوف يحقق في حياته ثروة كبيرة والأمر الرائع أنه حقق لنفسه حلمه ووقع بعد ذلك عقداً بأكثر من 10 ملايين دولار ليقوم ببطولة فيلم The mask.

التركيز على الأولويات أول وسيلة للنجاح، فالتميز لا يحتاج قوة ولا قدرات خارقة بل يحتاج أن يكون التركيز جزءاً من مخططك اليومي وسوف تلاحظ الفرق في الإنتاجية.

يستخدم المؤلف داني كوكس التشبيه التالي عندما يتعلق الأمر بالتركيز على الأولويات حيث يقول: «إذا كان عليك ابتلاع أحد الضفادع فلا تطل النظر إليه، وإذا كان عليك ابتلاع أكثر من واحد فابدأ بابتلاع أضخمها»، الكثيرون يجدون أنفسهم في حياة أو وظائف أو مهن لا يستمتعون بها، لأنهم لم يركزوا على تنمية وتطوير مجالات تفوقهم وتميزهم، وكما قال الكاتب الروائي ستيفن كينغ: «الموهبة أبخس من ملح الطعام، لكن ما يميز الموهوب عن الناجح هو الكثير من العمل والاجتهاد».

هذه القاعدة التي يجب أن نلتفت لها، لن تكفي موهبتك مهما كانت دون عمل، دون بذل الجهد والتعب، في حياتك التعليمية، المدرسة، أو حتى في حياتك الوظيفية العملية، المطلب الملح والضروري هو للعمل للإنتاج.

ومن هذه الجزئية نفهم أهمية تنظيم الأولويات، نفهم أن نضع المفاهيم في سياقها، وكما يقال: «وضع الحصان أمام العربة».

لا نشغل عقولنا بمفاهيم ومتطلبات تؤخر إنتاجيتنا وتبطئ أعمالنا ومنجزاتنا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف