خيبة أمل!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خالد بن حمد المالك
الصراع المستمر مع إسرائيل أبقى الحقوق الفلسطينية الثابتة حيَّة ودون أن تموت، وزرع في نفوس الفلسطينيين التصميم والإصرار والحزم والعزم في استرداد حقوقهم المشروعة مهما كلفهم ذلك من ثمن، وأن تقادم فترة الاحتلال لا يُسقط هذا الحق، ولا يبرر لإسرائيل هذا الاحتلال غير المستحق.
* *
لكن الإمكانات المحدودة لدى الفلسطينيين مقابل القوة العسكرية الإسرائيلية المسنودة بدعم أمريكي تاريخي غير محدود هي التي عطّلت قيام الدولة الفلسطينية، وساعد إسرائيل على أن تتمسك بما احتلته من أراضٍ ليست لها، وأن تتشبث بها، وترفض التنازل عنها بادعاء أنها أرضهم منذ آلاف السنين، في مغالطة تاريخية لا يخدمها التاريخ في هذا الادعاء.
* *
وخيبة الأمل في مواجهة احتلال إسرائيل، وعدوان إسرائيل، أن أمريكا وحلفاءها لا ينكرون عليها مثل هذا الادعاء الوقح، بل إنهم استقبلوا رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ أيام في كونجرسهم في واشنطن ليستمعوا إلى أكاذيبه ومعلوماته المزيَّفة بالتصفيق والتصديق والتهليل والتأييد، ما يؤكد أن أمريكا ضالعة في حرمان الشعب الفلسطيني في إقامة دولة لهم.
* *
حتى روسيا والصين لم يخرجا في موقفهما من قيام الدولة الفلسطينية عن الطرح الأمريكي المشكوك فيه، حيث التصريحات الخجولة، والتعاطف الذي يراعي عدم إغضاب إسرائيل، وعدم وجود جدية حقيقية لإلزام إسرائيل بخيار الدولتين، وفي هذا تخل عن مسؤولياتهما بوصفهما ضمن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
* *
لكن خيبة الأمل الأكثر مرارة وألماً، أن الاستعدادات لمواجهة عدوان إسرائيل، واحتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية، عادة ما تكون استعدادات متواضعة، تخلو من التخطيط، وبناء القدرات البشرية، وتوفير الإمكانات العسكرية، واختيار الزمان والمكان المناسبين للهجوم والدفاع، ما جعل التفوق لصالح إسرائيل في كل جولات الحرب، وكذلك المناوشات.
* *
وللتأكد من صحة ذلك لا يحتاج إلى رصد للأرقام والإحصاءات عن خسائر كل جانب، حتى لا نثير بذلك المزيد من أسباب خيبة الأمل، خاصة والجميع على علم ومعرفة بحجم الخسائر البشرية المهولة في الجانب العربي، فضلاً عن الخسائر في الأرض، حيث تحتل إسرائيل في كل حرب المزيد من الأراضي التي ليست لها.
* *
إن التطورات المتلاحقة في الحروب مع إسرائيل دون تنسيق، وتضامن، وتكتل لجميع القوى، لا يفضي إلا إلى مزيد من الخسائر كما هو الحال الآن، وإن الخلافات بين أصحاب الهدف الواحد، تتحول إلى قوة إضافية مكررة للعدو الإسرائيلي، وإلى خيبة أمل موجعة لنا جميعاً كعرب، فإلى الله المشتكى طالما بقيت هذه حالنا، وهذا مصيرنا.