كتاب ومكتبة وقُبلة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حمد الحمد
قبل سنة، للمرة الأولى أنتبه أنّ فعل «كتب» إذا أضفت قبله حرف الميم تصبح مكتبة، وفعل «درس» إذا أضفت عليه حرف (م) تصبح مدرسة، وكلمة زرع تصبح مزرعة وهكذا، السؤال لا أعرف لماذا حرف الميم يُغيّر الحال؟، كما يُغير الحال الحدث الذي سأذكره لاحقاً.
السؤال هل لدى الجهات الرسمية إحصائية بكم بيت كويتي به مكتبة أو كتب، لا أعتقد، رغم أن الثقافة لدى الأمم أمر مهم وجوهري، والكتب ترتبط بالفكر والفكر يرتبط بالعقل، والحكومات على ما أعتقد تولي رياضة الأقدام الكثير من المال أكثر من شخابيط الأقلام.
رابطة الأدباء قدّمت طلباً للدعم من مؤسسات كبرى، وللأسف لم يصل أي رد وكأنهم يقولون «ولا فلس للسقافة»، وشركة كبرى تريد دعمنا لكن تراجعت عندما عرفت أن الموضوع فيه «سقافة»، وإعانة الدولة لنا لم تتغير منذ السبعينات!
في الكويت نحن الكُتّاب نعيش مُعاناة، حيث كتبنا تُباع لدى دور النشر، ولكن لا نعلم كم نسخة بيعت، لأن لا ضرائب محلياً على الكتب أو غيرها من منتجات، في معرض الرياض الأخير للكتاب، كانت تخصم الضريبة من بيع كل نسخة، وهنا يستطيع الكاتب أن يعرف كم بيع من كتبه، وكم هي حقوقه أو أكثر كتبه مبيعاً، وأنا اشمئز من زائر لمعرض الكتاب «يُكاسر» على كتاب ويبحث عن أفضل سعر!
في الكويت هناك مشروع حكومي رائع وهو مكتبة الكويت الوطنية، لكن أعضاء رابطة الأدباء وعددهم 400 عضو وأغلبهم من الشباب يقولون: لا نستطيع أن نتردد على المكتبة لأن دوامها في الفترة الصباحية يتزامن مع دوامنا في الحكومة وفي الشركات، ويطالبون لو يكون هناك فترة مسائية ليومين في الأسبوع، ويكون هناك يوم مفتوح صباح كل سبت حتى تتمكن العائلات القدوم مع الأطفال واكتشاف جناح كتب الأطفال... هذه مناشدة.
ونعود لسالفة المكتبة والكتب والقُبلة، حيث أذكر عندما كنت في مكتبة في مدريد بإسبانيا، شاهدت شاباً في يوم توقيع كتابه، وكان وحيداً كئيباً لا أحدَ حوله إلّا أنا، حتى جاء رجل ومعه ابنته المراهقة وطلب منه أن يوقّع لابنته، ووقّع الشاب وسلّم البنت الكتاب، إلا أن البنت بخجل وحياء جمْ «ساسرت» والدها في أذنه وطلبت طلباً!، وهنا ابتسم الأب وقال للشاب «ابنتي تود كذلك تقبيلك؟»، وافق الشاب على استحياء وقبلته على خده، وربح في يوم واحد بيع كتاب وقُبلة، وتغيّر حاله وأساريره للأفضل.
اللهم أبعدنا عن هكذا عادات دخيلة، وسرحت وتخيلت لو أن ما حدث قد حدث في معرض كتاب الكويت السنوي، لكان اليوم العظيم لنائبنا الفاضل محمد هايف، المُحارب للعادات الدخيلة على مجتمعنا!، رغم أننا في الكويت والخليج ما فيه عادة دخيلة إلا أخذناها ورحّبنا بها!