جريدة الجرائد

الأسرة السعيدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

وفق مفهومنا للمحاكم، لا يخطر في بالنا أن تطلق تلك الجهات المعنية بالقوانين والأحكام، مبادرات اجتماعية ترفيهية توجيهية، رغم ارتباطها المباشر بقضايا الناس وهموم الأفراد ومشكلاتهم، ومدى تأثر الأسر بها؛ لكن في بلد مثل الإمارات ينشط فيه العصف الذهني وتتنافس مؤسساته الحكومية والخاصة في ابتكار أنشطة ومبادرات تنعكس إيجاباً على المجتمع، ويستفيد منها أكبر قدر من الناس، لا يعود للاستغراب مكان، فتكتفي بتأمل المبادرات وتثمينها والتفاعل معها. إطلاق محاكم دبي مجموعة مبادرات تستهدف الأسرة «كونها نواة المجتمع»، هو أكثر من خبر، لا سيما أن الهدف من تلك المبادرات «تعزيز رفاهية الأسرة والروابط الأسرية في المجتمع»، وهنا تعكس محاكم دبي الجانب الآخر من مهامها الأساسية والهدف من وجودها، فهي تعمل على حل النزاعات وفرض الأحكام وإحلال العدل، ولا شك في أنها تسعى إلى توعية الناس وتحذيرهم من أي مخاطر ومن أي مطبّات وأخطاء قد يقعون فيها. وبلا شكّ تتمنى أن يسود المجتمع الوفاق وتزول كل أشكال وأنواع الجرائم والخلافات؛ لذلك تعمل على خلق مبادرات مثل مبادرة «الأسرة السعيدة» التي تعدّ دعوة لنشر السعادة داخل الأسرة وعبرها يسود الاستقرار في المجتمع. مبادرات ذكية تبثّ فينا روح التفاؤل والإيجابية، خصوصاً والعالم يشهد تزايداً في حالات الطلاق وتفتت الأسر. صحيح أن الإمارات من الدول الساعية على الدوام إلى توعية الشباب المقبلين على الزواج، لكن المشكلات التي يواجهونها بعد الزواج، تتسبّب بشرخ أو انفصال، ما لم تكن هناك مساحة للتفاهم والوعي والتحلّي بالصبر والحكمة.. ولا أظنّ أننا سنجد نماذج كثيرة من المحاكم الساعية إلى خلق مبادرات، لتعزيز العلاقات الأسرية، والإسهام بشكل حقيقي في نشر التفاؤل والحثّ على التعاون الإيجابي بين أفراد الأسرة، وبثّ الفرح في النفوس.. مبادرة تتضمن «برامج تثقيفية لتوعية الأسر بأهمية ترسيخ القيم والأخلاق، والتواصل الإيجابي، ومحاضرات وورشاً للآباء والأمهات، لتعزيز مهاراتهم في تربية الأطفال بطرائق صحيحة وإيجابية». بجانب الأنشطة الترفيهية والمنافسات والألعاب.. مساحة نحتاج إليها جميعاً في ظل ضغوط الحياة التي تجرفنا، فتسرق منا وقت الراحة وفرصة الاستمتاع بكل لحظة نقضيها مع الأهل أو الأبناء؛ مساحة بيضاء مشرقة نشمّ فيها رائحة الفرح والبهجة، لمجرد أن نقرأ عنها؛ فكيف إذا اقتربنا وصرنا جزءاً منها!! كل مبادرة إيجابية تنعكس بكل جمال فيها على المجتمع، ولا تقتصر على الأفراد المنخرطين أو المنتسبين إليها، وكل مبادرة قادرة أن تجعل المجتمع سعيداً ما دامت الأسرة سعيدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف