جريدة الجرائد

الأدب أبو الموسيقى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يوسف أبو لوز

لم يترك مشروع كلمة للترجمة في أبوطبي حقلاً من حقول المعرفة والفكر والأدب والفنون والثقافات الشرقية والغربية، وفي موازاتها ثقافات الشمال والجنوب.. إلّا وكان المشروع الإماراتي العربي هناك.. و«هناك» هذه بمعنى النقل الترجماني الحرفي من لغات العالم إلى العربية.

صدر عن (كلمة) سلسلة تخصصية راقية من حيث المواضيع المحدّدة في ثلاثة حقول: الكتاب الأول في المسرح، والكتاب الثاني في الرسم، والكتاب الثالث في الموسيقى.

يتوقف متابع خزانة المعرفة التي أسّسها مشروع كلمة عند كتاب (الموسيقى)، «الثقافة الفنية العالمية في القرن العشرين»، من تأليف مشترك لأستاذين وعالمين في الموسيقى، والاثنان روسيان: كورتشان، وروبنشين، الأول فنان فرقة الأوركسترا الروسية، والثاني أحد أساتذة الموسيقى في معهد التربية الفنية التابع الأكاديمية التعليم الروسية، والكتاب نقله إلى العربية المترجم السوري عماد طحينة.

من لا يعرف في الشعر والرواية والأدب النثري العالمي الرفيع، يعرف كل هذه الجماليات الأدبية من خلال الموسيقى، ومن لا يعرف في الموسيقى يعرفها ويقترب منها من خلال الأدب تحديداً (الرواية والشعر).

تاريخ الموسيقى في هذا الكتاب الصغير الجميل، هو في الوقت نفسه تاريخ الأدب العالمي الشعري والروائي.

أعظم موسيقات العالم التي نسمع عنها أو قرأنا حولها سواءً أكنا نعرف في الموسيقى أو لا نعرف على نحو تخصصي هي أساس ثقافي لهذه الموسيقات العظمى في العالم.

تقرأ هذا الكتاب التخصصي في الموسيقى، وإذ بك تقرأ في الوقت نفسه عن روائيين وشخصيات روائية مرّت في تاريخ قراءاتك الأدبية..

الموسيقيّون: فاغنر، وباخ، وريتشارد شتراوس، وجان سيبيلوس، وسيرغي رحما نينوف، إلى جانب الروائيين والشعراء من مثل: سرفانتيس، ودوستوفسكي، وتولستوي، ومالارميه.

شعر يتحول إلى معزوفات على البيانو، وروايات تتحول إلى أعمال سيمفونية وباليه، وأعمال ملحمية كبرى مثل (الكاليفالا) التي تتحول إلى وثائق موسيقية.

شكسبير مادة موسيقية، آرثر رامبو الذي قلب الشعر الأوروبي رأساً على عقب كما يقولون عمود فقري في بعض الأعمال الموسيقية، وحتى الرسم (مثل بعض أعمال الرسام السويسري آرنولد بيلكين ١٨٢٧-١٩٠١) أيضاً مادة موسيقية، والمسرح كذلك يتحول إلى موسيقى (مسرحية ميترلينك- بيليتس وميليزيندا)، لا بل إن الموسيقى ولدت أيضاً من شخصية أدبية تراجيدية معروفة في ذاكرتنا الثقافية: (إدغار ألِنْ بو).

كأن الموسيقى ما كان لها أن تكون عالمية كونية، إلا بعالمية وكونية الرواية والشعر.. الأدبين المكتوبين باللغة، ثم اللغة التي بدورها تتحول إلى لحن وإيقاع وعزف وأرواح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف