جريدة الجرائد

الثقة .. فلسفة حياة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فاطمة المزروعي

إن الثقة بالنفس عادة يمكن تنميتها وتقويتها كل يوم، وأثناء ذلك سوف تظهر لك الكثير من التحديات التي سوف تضعفك متمثلة في الخوف والقلق والشك وهي عناصر قد تقلب حياتك، إن الحياة هي عبارة عن كفاح مستمر وأشبه بقتال في ساحة ذهنية يتحتم عليك معرفة قواعد اللعبة وكيفية الانتصار فيها، بل وإن رغبت بحياة مليئة بالإنجازات ومفعمة بالنجاح لا بد أن تتحلى بالثقة والقوة، لقد قضى نيلسون مانديلا ما يقرب من واحد وعشرين عاماً مسجوناً خلف القضبان في زنزانة أحد السجون بسبب آرائه الصريحة المناهضة لسياسة التمييز العنصري آنذاك.

ورغم ذلك لم تزعزع القضبان همته ولا إيمانه الراسخ بل في النهاية انتصر وواصل المسيرة إلى أن تم انتخابه لتولي أعلى منصب في بلاده.

وأشكال الخوف والانهزام كثيرة، البعض يتظاهر أنه لا وجود لأي واقع سيئ ورغم ذلك فهو يئن تحت وطأة الديون ويرفض أن يعالج هذا الوضع بل يتوقع بأن هذه المشكلة قد تختفي من تلقاء نفسها، بل نجده يعيش في عالم الأحلام ولا يريد أن يغير عاداته السيئة، إن الخوف في معظم الأوقات لا وجود له إلا في أذهاننا، إننا غالباً ما نعطي للمسائل البسيطة في حياتنا أهمية كبيرة وربما مبالغة وحجماً أكبر من حجمها بكثير ونرسم في مخيلتنا صوراً ذهنية تبدو سخيفة للغاية عند مقارنتها بالحقائق من حولنا، يصف  الكاتب هيو في كتابه قوة ثقة رجال الإطفاء وتعاملهم مع مفهوم الثقة والخوف في المهنة قائلاً: (يتعامل رجال الإطفاء مع الخوف في كل مرة يتأهبون فيها لدخول مبنى تشتعل فيه النيران لإطفائه، إنهم يشعرون بالخوف قبل شروعهم في العمل تنتابهم الشكوك والهواجس.

وذلك لأنهم لا يعرفون ما إذا كان سيكتب لهم النجاة أم لا بعد انتهاء مهمتهم أم أن حياتهم سوف تنتهي بنهايتها وبمجرد دخولهم إلى المبنى المشتعل يحدث التحول المذهل إنهم في نفس الوقت الذي يقتحمون فيه المبنى لإطفائه يقتحمون حقاً ما بداخلهم من خوف ولأنهم يفعلون ذلك يزول الخوف ويتلاشى إنهم يذوبون بكل كيانهم في اللحظة الحالية ومن ثم يكون بوسعهم التركيز على مكافحة النيران وإخلاء الأشخاص والقيام بكل ما تدربوا على القيام به عن طريق مواجهة مخاوفهم يكون في مقدورهم التركيز عبر الموقف الحالي وإنجاز مهمتهم).

إن كنت تريد أن تكتسب الثقة بالنفس وأن تحقق تقدماً سريعاً وأن تحافظ على طاقتك فعليك أن تواجه مخاوفك واستبدلها بالثقة ولا تسمح لهذه الأشياء البسيطة السلبية أن تسحب طاقتك بل تعامل معها على الفور بثقة تامة، ثق سوف تصبح حياتك بسيطة ومنظمة بنفس شعور رجل الإطفاء عندما يواجه هذه الحرائق ويحاول إخمادها، كل ما تحتاجه في حياتك أن تستخدم فلسفة الثقة وتعيش نتائجها بهناء وتجدد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف