جريدة الجرائد

الشفافية... نحن و... هم!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حمد الحمد

السويسريون لديهم «سوالف»عجيبة، حيث يتم استشارة الشعب على كل صغيرة وكبيرة، لهذا دائماً ما تجرى استفتاءات بعضها لا معنى له عندنا.

قبل سنتين تساءل القوم هناك عن قناة إذاعية حكومية تبث من سنوات طويلة، وكان كل مواطن يدفع سنوياً مبلغاً من جيبه لتستمر حتى لو لم يستمع لها، لهذا طُرِح السؤال من البعض: لماذا ندفع لقناة تجاوزها الزمن في ظل الإعلام الحديث؟، هنا قررت الحكومة أن تجري استفتاءً لتأخذ رأي الشعب بشأن تلك الإذاعة وتم، وكانت النتيجة أن الغالبية يرغبون في استمرارها لكونها حكومية تقدم حقائق، وليست تجارية واستمرت.

وفي السويد كما قرأت إذا اكتشفت أن هناك جاراً جديداً يسكن في المبنى نفسه الذي تسكن فيه، ما عليك إلا أن تدخل موقعاً وتستعلم عن سيرته الجنائية وإذا كان من أصحاب السوابق!، وتلك الأمثلة تدل على مستوى مرتفع للشفافية.

لكن الفترة الأخيرة محلياً ظهرت أحداث تبتعد عن مبدأ الشفافية، ومنها امتناع وزارة التربية الإعلان عن أسماء الطلاب والطالبات المقبولين للابتعاث، وهذا يحدث للمرة الأولى، والامتناع لأسباب غير مقنعة.

والحدث الثاني هو ما ذكره الدكتور بدر الشلال، في مقال قيم له بعنوان «قلق حول الشفافية» في إحدى صحفنا بتاريخ 10 يوليو 2024، حيث ذكر الدكتورالشلال، «أن هناك خطوة مُقلقة، حيث أعلنت وزارة المالية في حكومتنا قرارها بعدم الإفصاح عن البيانات والعمليات والأنشطة للمواطنين، وهذا يقوض الثقة باقتصادنا، واختارت بدلاً من ذلك التعامل بطريقة ومبدأ (سكاتي)»!

والحدث الثالث هو تغيير اسم مدرسة ابتدائية من دون سابق إنذار من مدرسة «أم عطية الأنصارية» إلى اسم سيدة كويتية فاضلة وبمعلومات محدودة عنها، لكن قيل إنها أول سيدة عملت في شركة نفط عام 1958، رغم أن اسم المدرسة الأول هو اسم لصحابية جليلة أسلمت وغزت مع الرسول، صلى الله عليه وسلم، والمدرسة قد درست فيها بنات الكويت بالآلاف لعقود طويلة وتعيش في ذاكرتهن.

إحدى بنات عائلتنا، حفظها الله، حالياً في المرحلة الثانوية، ومن مبدأ الشفافية أبلغتها أنه تم تغيير اسم مدرستها التي درست فيها في المرحلة الابتدائية من أم عطية الأنصارية إلى اسم جديد، ردت باستغراب: «لييييش ؟» بعلامة استفهام كبيرة.

هنا عرفت سبب استغرابها أن بناتنا لديهن موضة عند التخرج من الثانوية، وهو أخذ صور جماعية لهن للذكرى عند كل المدارس اللاتي درسن بها، من الابتدائي حتى التخرج، لهذا كيف يكون التصوير عند مدرستها الذي اختفى اسمها من الوجود؟، قالت ابنتنا العزيزة، إنها ستضع لوحة من قماش بالاسم الذي أُلغي على سور المدرسة وسيتم التصوير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف