جريدة الجرائد

يعقوب السبيعي ... شاعرنا الكبير الذي رحل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حمد الحمد

رحل عن دنيانا هذا الأسبوع زميل عزيز علينا، وهو الشاعر المُتميز يعقوب السبيعي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، شاعر كبير له مكانته لإنتاجه الشعري الرفيع، سواءً بالفصيح أو في الشعر العامي خاصة في مجال الأغنية، وهو بلا شك من شعراء الكويت الذين تركوا بصمة في جسد الثقافة الكويتية.

والدكتور خليفة الوقيان كان على قُرب من مسيرة شاعرنا السبيعي من بداية رحلته، فذكر لنا: «السبيعي في الجانب الإنساني هو رجل رقيق الإحساس مُحب لزملائه يسأل عنهم دائماً ويتفقدهم، وهو رجل لطيف ومرح وطيب المعشر. وقد مثّل الكويت أحسن تمثيل من خلال المهرجانات التي تقام في الوطن العربي، ومثّل رابطة الأدباء في الكثير من المهرجانات، وكان رجلاً إيجابياً يستجيب لأي تكليف ويمثل بلده خير تمثيل، والجانب الآخر هو أنه طوّر الأغنية الوطنية والأغنية الوجدانية، من خلال الكلمات الراقية التي كتبها، وأهم إنجازه في هذا المجال هو تقريبه اللغة الفصحى إلى المُتلقي من خلال تبسيطها حتى تكاد تقترب من العامية ويفهمها الجميع، ومُساهمته في تفصيح اللهجة المحلية من خلال الارتقاء بها إلى مشارف الفصحى حتى تُفهم من قبل المُتلقي غير الكويتي، وهو وعبدالله العتيبي وأحمد العدواني أدوا دوراً مهماً في هذا المجال في تقديم الأغنية الوطنية الراقية والأغنية الوجدانية الراقية التي إن كانت عامية فهي قريبة من الفصحى، وإن كانت فصيحة فهي قريبة من العامية وهذا إنجاز بحد ذاته».

والدكتور سليمان الشطي، له كلمة حيث ذكر لنا: «أخذ يعقوب السبيعي، رحمه الله، موقعاً بارزاً في مسيرة الشعر الكويتي منذ أن برز في مطلع السبعينات من القرن الماضي، وهو صوت مُتميز نلمس في فنه أصالة وثيقة بتجربة القصيدة العربية، يقدمها بروح حديثة ولغة مُعاصرة تنفذ إلى المُتلقي بسهولة ويسر، وجاءت تجاربه الشعرية مركزة ومشحونة بعاطفة الحب، حب الحياة والوطن والإنسان، غزل جميل يجسد الحُب في أجمل صوره، لقد قدم السبيعي تجربة شعرية مُتماسكة لها حضورها الخاص في تاريخ الشعر الكويتي».

والشاعر والناقد الدكتور سالم عباس خدادة، تحدث عن شاعرنا فقال: «يعقوب السبيعي، من الصعب أن نتكلم عنه في سطور ولنا مقالات بحثية في شعره، وهو شاعر مُتميز من جيل مرحلة خليفة الوقيان وعبدالله العتيبي، وكان يعقوب شاعراً وصاحبَ لغة جميلة مطبوعة في دواوينه الأربع، وهي (السقوط إلى الأعلى) و(مسافات الروح) و(الصمت مزرعة الظنون) وديوان (إضاءة الشيب الأسود)، ودواوينه فيها الشعر المُتميز عالي الجودة، وهو من الذين أعادوا الاعتبار للقصيدة العمودية، رحمه الله».

وكاتب هذا المقال رصد لشاعرنا حركة نشاطه الأدبي المُكثف في فترة السبعينات حتى الألفية الجديدة، ففي كتابي «الدليل الثقافي الكويتي الشامل» ط 2023 م، نجد أن شاعرنا نشر ما يُقارب من 90 قصيدة نشرت في المجلات والصحف الكويتية، وله كذلك أكثر من عشر مقابلات صحافية أُجريت معه، وفي كتابي «موسوعة تراث الشعر الغنائي في الكويت» ط 2017 م، رصدنا له ما يقارب من 54 قصيدة مغناة، غناها كبار المطربين ونذكر من الأغاني «يا وردتي يا ندية» و«عصفورة ووردة» و«قربك لي» من غناء محمد المسباح، والعديد من الأغاني الوطنية المُتميزة التي تُبث عبر الأثير يومياً.

يعقوب السبيعي، رحمه الله، غادرنا جسداً، لكن هو باق في ذاكرتنا وذاكرة وطن أحبّه وكتب وغنّى له، وهو رمز ومن الذين رسموا ملامح الثقافة والأدب في الكويت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف