معايير الحب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سهوب بغدادي
كيف تعرف أنك تحب أمراً ما؟ هل هو مجرد شعور أم هناك معايير لهذا الحب؟ لنفرض أنك صرحت بحبك للبحر، فيتحتم عليك اقتحام أمواجه، ومجابهة مخلوقاته، والبحث في مكنوناته، ومعرفة مواطن الخطر فيه ومتعلقاته، على سبيل المثال لا الحصر: تعلم أن الشعب المرجانية قد تتسبب في الجروح العميقة وأنها منطقة غير صالحة للسباحة والإبحار، فتتجنبها كذلك تعرف الدوامات البحرية والمد والجزر والأعاصير وهيجانها، وغيرها من الظواهر التي تعتريه بشكل دوري، وبغض النظر عن كل ما سبق ذكره؛ لاتزال تحبه بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات، فلا نستطيع أن نطلق على من يتمشى على الشاطئ محبًا للبحر، عوضًا عمن خاض غماره وسبر أغواره، وقس على ذلك، حبك لتخصص أو مجال ما، وفي ذات السياق، حب الصديق والرفيق وشريك الحياة، لماذا؟ هل قمت بسبر أغوار الشخص وتيقنت من مواضع قوته وطيبته فقط؟ في المقابل عملت على معرفة جوانبه الخفية التي قد يعتبرها البعض سلبية وغير محببة، لا شيء محبب وجميل مطلقًا، فالأطفال أجمل ما في الحياة ويضفون بهجة وروحًا عليها إلا أن هناك جانبًا آخر على لسان الآباء والأمهات ابتداءً من السهر والبكاء المتواتر، وصولًا إلى متعلقاتهم، بالمختصر، يمكننا القول إن الحب بنظرة شمولية يتضمن معايير من أهمها الاحترام المتبادل، والثقة، والصدق، والدعم، والمرونة والتسامح، والتقبل، والمتعة، والأهم من ذلك كله المعيار اللازم لاستمرارية ذلك الحب «الالتزام»، فالمهنة تتطلب الحب والمتعة والالتزام أيضًا كي تزدهر، والعلاقات كذلك، فلا خوف في الحب ولا من الحب، ويكمن الخوف من وهم الحب والوقوع في براثنه، في الختام، هناك معيار يشذ على الدوام عن تلك المعايير، ألا وهو إرادة الخالق وقدره، جمّل الله أقدارنا وإياكم ورزقنا محبته وحب من يحبه.
«الحب الحقيقي كالأشباح: كثيرون يتكلمون عنه، وقليلون منهم رأوه» - أنيس منصور