ماري أنطوانيت والعلوم النووية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شيماء المرزوقي
في مطلع القرن العشرين، لم تكن الحياة الثقافية والاجتماعية والعلمية، كما هي عليه اليوم، حيث كانت تعاني النساء التمييز، والنظرة الدونية، وبالتالي لا يحصلون على فرص كافية في التعليم، ولا تتاح لهم مجالات للدراسات العليا. وفي عام 1903 ولدت العالمة ماري أنطوانيت واغنر، عالمة الرياضيات والفيزياء، ومنذ وقت مبكر من حياتها درست الرياضيات والفيزياء في جامعة بودابست، وأصبحت واحدة من أوائل الطلاب الحاصلين على درجة الدكتوراه في نفس الجامعة، وأظهرت تفوقاً قل نظيره، وبعد نحو 25 عاماً فقط من ميلادها، وتحديداً في عام 1928 كانت من أوائل النساء المتخصصات في الفيزياء النووية والذرية. وهو تخصص صعب ومحفوف بالتحديات البالغة، ولكنها تمكنت من شق طريقها نحو تقديم منجزات غير مسبوقة للبشرية.
وكانت انطلاقتها الكبرى، بعد انتقالها إلى الولايات المتحدة، حيث انضمت إلى معهد تكنولوجيا ماساتشوستس (MIT) كبروفيسور للفيزياء. وكانت في ذلك الحين من أوائل النساء في الولايات المتحدة، التي شغلت منصب بروفيسور في الفيزياء. ومع كل الصعوبات التي واجهتها والعقبات والتحديات الجسام، مثل صعوبة الحصول على تمويل كافٍ لإجراء أبحاثها من المؤسسات العلمية والجامعات. أيضا لم تحصل على فرص متكافئة مع الرجال للتعيين في المناصب الأكاديمية البارزة.
وقد كان التقدم في المسار الوظيفي صعباً بسبب التحيزات ضد النساء في العلوم في ذلك العصر. كما أنها واجهت تشكيكاً مستمراً في كفاءتها العلمية، وقدرتها على إجراء البحوث المتقدمة. وغيرها من الصعوبات والتحديات القاسية، ومع هذا قدمت الكثير من المنجزات غير المسبوقة، ما أكسبها مكانة علمية مرموقة في مجال الفيزياء النووية والذرية، لتعتبر من أوائل النساء في هذا المجال العلمي، ودون شك أنها تعتبر رائدة علمية فتحت المجال أمام المزيد من النساء في مختلف أرجاء العالم، للمساهمة في العلوم على اختلافها.
ومن أهم منجزاتها: أبحاثها الرائدة حول سلوك النواة الذرية تحت تأثير الإشعاع، ما ساعد في فهم الخصائص الإشعاعية للنواة. وهي مساهمة في تطوير التقنيات والأجهزة المستخدمة في قياس وتحليل الإشعاع النووي. كما أنها عملت على تصميم وتطوير أجهزة قياس الإشعاع التي استخدمت لفهم الظواهر النووية. ودون شك أن إسهاماتها كانت رائدة وفريدة، في تطوير الفيزياء النووية والذرية، وكان لها أثر كبير في تقدم العلوم في هذه المجالات الحيوية. وقد توفيت في عام 1980م لتصبح واحدة من أهم العالمات والفيزيائيات النساء في القرن العشرين. ملهمة لأجيال تالية من النساء.
www.shaimaalmarzooqi.com