أيام الشارقة المسرحية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف أبو لوز
.. مبكراً، بدأت الاستعدادات الإدارية والتحضيرية للدورة ال ٣٤ من أيام الشارقة المسرحية ٢٠٢٥، وقد تولّى هذه الاستعدادات فريق من المهنيين المبدعين سواء على الخشبة أو في التدبير الإداري والفني لهذه التظاهرة الكبيرة، والتي كانت أولى دوراتها في العام ١٩٤٨.
الفريق المشار إليه أعلاه يتألف من اللجنة العليا المنتظمة لمهرجان أيام الشارقة المسرحية: أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة مدير المهرجان، المبدع إسماعيل عبدالله أحد أهم أعلام التأليف المسرحي بغزارة وحرفية، ثم المبدع أحمد الجسمي الذي يملأ المسرح بحضوره القويّ ولياقته الأدائية الاحترافية، ثم المسرحي المتميّز عبدالله راشد أحد أعمدة الخشبة الإماراتية الكبار.
هؤلاء أهل مسرح قبل أن يكونوا إداريين، ولأنهم أهل مسرح فهم، إذاً، أدرى بالخشبة والستارة والكفاءة، تماماً، مثلما يقال في مثلنا العربي: «أهل مكة أدرى بشعابها».
أحمل احتراماً خاصاً لهؤلاء المسرحيين المعروفين بالأمانة الثقافية، وحبّهم للأدب والثقافة في الإمارات وفي الوطن العربي، وهم بالفعل يقومون بعمل مُجْهِدْ يحتاج إلى الوقت والتركيز والمقارنة النقدية الموضوعية بين فرقة مسرحية وأخرى، وبين نصّ ونصّ آخر، وبين عرض مسرحي وعرض آخر..
عمل مُتْعب، لكنه عمل جميل بالنسبة إلى فنّانين جميلين أيضاً، وهذه الجمالية ليست كلمة إنشائية هنا، بل لها مكانها المعنوي في سياقها التقييمي حين نتحدث عن المسرح في الإمارات، الذي هو فن الجمال الإنساني مثله مثل الشعر والنثر والرسم والموسيقى والغناء..
الجمهور الإماراتي أعطى أهل المسرح لقب الجمال، والفنانون الإماراتيون بدورهم حافظوا على اللقب، وقدّموا مسرحاً إماراتياً مئة في المئة يحمل روح البيئة والمكان والتاريخ.
مسرح الإمارات مسرح تراث وبحر وصحراء قام على نصوص شعبية محلية، ثم قام هذا المسرح المحلي على اللغة العربية الفصحى، لغة الأدب ولغة الشعر ولغة التاريخ العربي، كما التقى المسرح الإماراتي بتجارب عالمية جرى تدويرها أو إعدادها بحيث تتلاءم مع المسرح الإماراتي وشخصيته المحلية.
كل هذه الحيثيات معروفة للقارئ العزيز أكثر مني،.. والقارئ مُشاهد مسرحي أيضاً، ويعرف أن هذه الثقافة المسرحية الإماراتية أسّست لها وعمّقتها (أيام الشارقة المسرحية).. (الأيام) التي تحوّلت منذ الثمانينات وإلى اليوم إلى مدرسة مسرحية إماراتية عربية لها شخصية وتقاليد ومعايير فنية ونقدية وفكرية تعرفها جيداً اللجنة العليا المنظمة لمهرجان (الأيام) التي باشرت عملها الجماعي منذ صيفنا هذا، وبالتالي، سيتاح الوقت الطويل لكل فرقة مسرحية لكي تعمل بهدوء واحتراف.
كانت أيام الشارقة المسرحية، وما زالت إلى اليوم «أكاديمية» روحية بالنسبة إلى المسرحيين الشباب بشكل خاص في الإمارات، ذلك أن أرواحهم متعلّقة بالمسرح،.. وقد تخرّج في هذه «الأكاديمية» عبر نحو ٣٥ عاماً عشرات المسرحيين الذين هم اليوم أعمدة أبي الفنون في الإمارات.