جريدة الجرائد

العمل التطوعي.. أهمية كبرى

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شيماء المرزوقي

يبقى العمل التطوعي، على درجة من الأهمية في مختلف العصور والأزمان، ولكنه في هذا العصر يكتسب أهمية أكبر، لأنه هو التوجه المناسب أمام أبنائنا، لاكتساب المهارات، التي باتت جزءاً حيوياً في مسيرة الانتقال من الحياة التعليمية إلى الحياة الوظيفية العملية. فالشهادات، لم تعد المتطلب الوحيد في سوق العمل، هناك متطلبات أخرى، تتعلق بالخبرة والمهارة. وتغيرت الآلية، التي عرفت طويلاً والتي كان خلالها الطالب أو الطالبة، يتوجه للعمل بأجور زهيدة، من أجل اكتساب الخبرة والمهارة. الآلية في هذا العصر تتعلق بالتخرج، والطلبة يحملون سيرهم الذاتية، وهي محملة بالدورات والورش التدريبية، وأيضاً بالمهام التي قاموا بها، والأعمال التي أنجزوها. من هنا يحضر العمل التطوعي، كفرصة لهؤلاء الطلاب والطالبات، في تقديم خدماتهم ومهاراتهم، لخدمة مجتمعهم، والدخول في عالم الأعمال، والاستفادة من جو العمل وكيفية مواجهة الضغوط المتنوعة، وهم في عملهم هذا يحققون هدفين اثنين، مهمين جداً، الأول اكتساب الخبرة والمهارة اللازمة، والتي تفيدهم في مستقبل أيامهم، أما الثاني، فالخدمة الجليلة التي يقدمونها للمجتمع، والتي ستساهم في تماسك المجتمع وتطوره.

والحقيقة أن تعويد أطفالنا على العمل التطوعي، فيه فائدة بالغة لهم بحد ذاتها، حيث تشير دراسات كثيرة لأهميته، ومنها دراسة قام بها البروفيسور جون ويلسون، أستاذ علم الاجتماع في جامعة ديوك في الولايات المتحدة الامريكية، قام خلالها بتحليل شامل لموضوع العمل التطوعي وكيفية تأثيره في الأفراد والمجتمعات.

وتم نشر الدراسة في مجلة: «Nonprofit and Voluntary Sector Quarterly» وخلصت الدراسة إلى: «أن الأشخاص، الذين يشاركون في الأنشطة التطوعية يمتلكون شبكات اجتماعية أوسع ويتمتعون بعلاقات اجتماعية أقوى. كما أن العمل التطوعي، يسهم في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الأفراد، مما يؤدي إلى بناء علاقات اجتماعية قوية ومستدامة».

هذه فائدة بالغة للعمل التطوعي، سواء للأبناء في مقتبل العمر، أو لنا جميعاً في مختلف الأعمار، وهناك أيضاً جانب آخر للفائدة وهو ما يتعلق باكتساب المهارة والخبرة العملية، فالعمل بصفة عامة يزيد الاستعداد لحياة مختلفة عن بيئة المدرسة، وهذه فائدة كبيرة، تتحقق دون أي ثمن، وكأننا نكسب أطفالنا خبرات ومهارات، هم في أمس الحاجة لها في مقتبل الأيام القادمة من عمرهم.. إذا لم تجد برنامجاً تطوعياً، صمم مبادرة تطوعية، وابدأ في تنفيذها..

www.shaimaalmarzooqi.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف