«التقدّم العلمي» والعمل بـ«سكات»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طالبت في مقال الإثنين الماضي مؤسسة التقدم العلمي بدعم جهود المخترعة م. سارة أبو رجيب، وتلقيت اتصالاً شفهياً وكتابياً جميلاً من المؤسسة، كردٍّ غير مباشر على ما كتبت، بيّنت فيه المؤسسة المرموقة أنها، وبناء على التوجيهات السامية (ولأن هذا أساساً دورها)، ملزمة بدعم الشباب الكويتي، علماء وباحثين ومبتكرين، وانها قامت، من خلال مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، التابع لها، بالتنسيق المباشر مع م. سارة، ومساندتها في كل مراحل تسجيل براءات الاختراع، وإتمام العملية، وتقديم برامج تدريب عالية المستوى لها، بالتعاون مع مراكز تأهيل عالمية، بهدف تأهيلها وتطوير ابتكاراتها الطبية. كما وفّر لها المركز الدعم الإعلامي، وتحمّل تكاليف ذلك. كما يقوم المركز، بالتعاون من الإدارة المعنية في مؤسسة التقدم العلمي، بدعمها للحصول على التصاريح اللازمة وإجراء الخطوات العملية، حتى تتمكن من إنتاج الاختراع، الذي توصلت إليه، وتحويله إلى منتج قابل للاستعمال والتسويق.
كما أن مركز صباح الأحمد يبذل جهوداً حثيثة لدعم المبتكرين، وقام بدعم تسجيل براءات لـ513 اختراعاً، تم تسجيل عدد منها في مكاتب عالمية!
وأن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تقوم، بشكل عام، بدور حيوي في تمويل الأبحاث العلمية، وتقديم برامج تدريب ومنح للمتفوقين الكويتيين في المجالات العلمية والتكنولوجيا والطب، وتوفير الدعم المالي لاستكمال أبحاثهم، والحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، وغير ذلك.
رد المؤسسة، الجميل، وغير الرسمي، أعطاني فرصة لأن أكتب ما كان دائماً يدور في بالي، وبال أغلبية المواطنين، وأن نبيّن لها نقاط ضعفها، إن وجدت، ليس فقط ككاتب ومن منطلق المصلحة العامة، بل أيضاً كمساهم في دفع حصتي الضريبية من أموال المؤسسة منذ سنوات تأسيسها الأولى.
ما نريده من المؤسسة أن تبتعد عن المثالية، وتتجنّب الوقوع في أي خطأ، مهما صغر. فربما من الأفضل الصرف على عشرين اختراعاً أو بحثاً أو فكرةً، قد تفشل أغلبيتها، من أن تتحفّظ في الصرف خوفاً من الفشل، وتبالغ في تدقيق كل فكرة ودراسة واختراع، لعدم اقتناع اللجنة أو اللجان المختصة بها.
كما أن ما يدور في أذهان الكثيرين هو الدور الصامت لعمل المؤسسة، وربما يعود هذا إلى ما تميّز به تأسيسها من وقار، ولكن ذلك يجب ألا يمنعها من أن تنشر وتعلن، حتى لو بالغت في ذلك، عن أعمالها وما حققته، فقد طال صمتها، والأغلبية، حتى بعد قرابة نصف قرن، لا تعلم بالتحديد دورها وما قامت بإنجازه.
وعليه، نتمنى على المؤسسة النزول، إعلامياً، إلى مستوى الإنسان العادي، والابتعاد عن أسلوب ذلك الوزير، الذي قال إنه يفضّل العمل بـ«سكات»، أي بصمت، بل نريد قليلاً من الضجيج عما تم إنجازه، فيكفينا ما نالنا، خلال المرحلة السابقة، من وهن وقلة إنجاز، خاصة أننا مقبلون على مرحلة جديدة، والكل ينتظر الكثير من وزارات ومؤسسات الدولة، ومنها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، مع تقديم الشكر لها على كل ما قامت به، حتى الآن.
أحمد الصراف