جريدة الجرائد

بيكربونات الصوديوم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ليلى أمين السيف

لا يذهب الرجل بشكل دوري للتسوق إلا في الشديد القوي، كأن يكون أعزب، فهو لذلك يذهب مرغما فلا أحد سيتسوق بدلا عنه. أو في بعض الحالات كأن يطلب منه أهل بيته التسوق لسبب ما فحينها يؤدي المهمة المطلوبة منه ويعود من فوره للبيت.

عامة إن المرأة تفضل الذهاب للسوبر ماركت بدلا من أن ترسل زوجها للتسوق درأ للمشكلات ولأنها قد تشتري شيئا لم يكن على بالها.

على أية حال أنا أعيش في مدينة تبعد عن أقرب سوبر ماركت عربي بالباص نحو 45 دقيقة لذلك أستصعب الأمر خاصة في أيام الشتاء الباردة، كما أنني لا أحب التسوق لأنني حقيقة أعود بكل ما أريد وما لا أريد عكس زوجي فهو محدد أهدافه منذ البداية ولا يعود بشيء زائد عن الحاجة مثلي.

ومع ذلك ففي كل مرة يذهب فيها زوجي للتسوق تحدث بيننا مشاجرات ويكون الجوال في حالة استنفار فهو قد يتصل في أية لحظة للسؤال عن أي شيء.

قبل يومين دار حوار هاتفي بيني وبين صديقة عزيزة ثم أخبرتها أنني سأضطر مجبرة لإنهاء المكالمة فزوجي قد وصل للسوبر ماركت وبدأ يتصل ولا بد أن ينتهي من التسوق ثم نعاود حديثنا وإلا فإنني سأضطر أن أنهي المكالمة كل دقيقة لأرد على زوجي. ضحكت صديقتي وقالت حتى أنتما يبدو إنها حالة سائدة لدى معظم الرجال.

منذ سنين عدة رأيت على صفحات النت كاريكاتيرا مضحكا يبين مسار المرأة حين تسوقها ومسار الرجل فكان مسار المرأة كله انحناءات وتعاريج بينما الرجل يحدد هدفه منذ البداية.

«اشتري ليمون أخضر» غير موجود! «إذا سأعود للبيت! فتقول له: «طيب كنت جبت ليمون أصفر» يفاجئها بالقول لم تقولي لي ذلك.

طبعا هناك البعض ممن سيتصل ويقول «لا يوجد ليمون أخضر بس في ليمون أصفر. أجيب وإلا لا؟»

الأسبوع الماضي طلبت من زوجي أن يشتري «بيكربونات الصوديوم» وعندما وصل اتصل وسألني أين مكانه فشرحت له. اتصل ثاني مرة وأخبرني أنه ليس موجودا. أكدت عليه أنه موجود ولا يمكن ألا يكون موجودا. فسألني كيف شكله؟ قلت له أبيض بودرة. قال: يعني نشأ؟ قلت: لا بالطبع! قال: طيب ينفع أجيبه بدل النشأ؟ هنا بدأت أعصب. قلت له: لا طبعا.! كأنك تقول أجيب ملحا بدلا من السكر..

قال وهو ناوي علي! «طيب عديه نشأ وخلصيني الباص جاي بعد عشرين دقيقة ولسه قدامي طابور وإلا سأنتظر ساعة وثلث للباص الثاني». قلت له خلاص لا تجيبه.

الشكوى لله أنزل أنا السوق وأشتريه.

صديقتي تقول إنها تصور لزوجها كل شيء لأنه بس يروح هناك «يعتمي» لذلك يستعينون أحيانا بالكاميرا ويجلسون ساعة يتهاوشون هنا.. لا هناك.. جنب ذا لا جنب ذاك.. خلاص جيب هذا بدال ذاك. والثالثة تقول يوم ذهاب زوجها للتسوق يكون الجوال كله صور متعددة ما فيش ذا جيب ذا. في ماركة ثانية أجيب منها أو لا؟ أي رف؟ طيب الحمص أبو حبة صغيرة وألا حبة كبيرة.

في حقيقة الأمر أعتقد أن الرجل لا يفهم سوى خط واحد من الأوامر «هات صلصة» هو لا يعلم أي نوع من أنواع الصلصة تريدين لذلك يتصل بك أو يرسل صورا أو يفتح الكاميرا كي تختاري فهو يخشى أن يجلب شيئا معينا وأنت تريدين الآخر.

لذلك فالرجل يا سيداتي الفاضلات يذهب لشراء ما طلب منه فقط ولا يزيد وإن زاد فسيحضر فاكهة. لكن المرأة تذهب لشراء مكرونة على سبيل المثال فتشتري كل شيء وتنسى المكرونة.!!

وصدق الشاعر الكبير الزهاوي حين وصف كلا من الرجل والمرأة:

كلا القرينين معتز بصاحبه

عليه إن نال منه العجز يتكل

وكل جنس له نقص بمفرده

أما الحياة فبالجنسين تكتمل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف