لوفر أبوظبي ومشروع كلمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف أبو لوز
أُفقان ثقافيان يتوجه إليهما الكتّاب والفنانون والأدباء والإعلاميون والمثقفون الإماراتيون والعرب المقيمون وضيوف الإمارات.. الأول:.. أفق عناوين وإصدارات وترجمات مشروع (كلمة)، والثاني:.. أفق متحف لوفر أبوظبي، وهما علامتان كبيرتان في المشهد الثقافي الإماراتي، والعربي والعالمي، وأوجدا ظاهرة ثقافية مزدوجة أو التقائية إن جازت العبارة.. ظاهرة تجمع بين الكتاب وعالميته، وبالتالي عالمية القراءة، وبين العمل الفني العالمي، وبالتالي عالمية ثقافة الفنون البصرية من اللوحة إلى النحت إلى التصوير، وبالطبع تعود هذه الفنون إلى حضارات عريقة يشكل العمل الفني الذي ينتمي إليها وثيقة جمالية تاريخية.. موجودة الآن في لوفر أبوظبي..دعنا أولاً نتوقف عند مشروع كلمة الذي انطلق من أبوظبي في عام 2007، وهو مشروع ترجمة، لكن آفاقه أبعد من ذلك بكثير.. إنها أبعاد ثقافية أساسها هذا الكتاب المنقول من لغات عالمية عديدة إلى اللغة العربية بطريقة احترافية سواء في الترجمة أو الإخراج، أو من حيث المراجعة، والتحرير الأدبي، وضبطه اللغوي والمعلوماتي، أضف إلى كل ذلك حرفية الهوامش الثقافية التي يضيفها المترجمون أو المراجعون إلى متون الصفحات أو في آخرها، وتشكّل هذه الهوامش الموسعة أحياناً كتباً صغيرة داخل كتب كبيرة لا غنى عنها عند القراءة الاحترافية لإصدارات (كلمة)، وأعتقد أن كل قارئ منتظم لهذه الإصدارات سيدرك أهمية هذه الملاحظة.. أي ملاحظة الشروحات والهوامش المتعلقة بترجمة الكتاب، وهي في النهاية ميزة مهنية وثقافية تتصل بإصدارات هذا المشروع التي تجاوزت عناوينه الآن ألف عنوان.
العلامة الثقافية الفنية الثانية الجديرة بالتوقف عندها تتعلّق بمتحف لوفر أبوظبي. والمتحف في حد ذاته في منطقة السعديات هو تحفة معمارية تضم مئات التحف الفنية. بيت بعدة بيوت. عالم بعدة عوالم، وفضاء ثقافي واحد بعدة ثقافات وحضارات وجماليات أساسها التصوير والنحت والرسم وشعرية اللوحة التي تتحول الآن إلى وثيقة – تجمع بين الجمال والتاريخ.
بحسب مصادر إعلامية رسمية استقطب متحف لوفر أبوظبي في عام 2023 نحو 1.2 مليون زائر، وبحسب المصادر نفسها (مكتب أبوظبي الإعلامي) يمثل الزوار الدوليون 72% من إجمالي عدد زوّار المتحف، واستقبل المتحف خلال 2023 أكثر من 500 زيارة رسمية من شخصيات بارزة منهم : رؤساء دول، وزراء، سفراء، وفنانون، ومشاهير من العالم.
الثقافة، بما فيها الفنون في الإمارات تقوم على رؤية فكرية معرفية هدفها المستقبل الأجمل للإنسان، وهو هدف عظيم يتحقق بمشاريع عظيمة.