جريدة الجرائد

علم طفلك التفاعل ومشاركة الآخرين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شيماء المرزوقي

الطفل في مقتبل العمر يحتاج إلى جملة من المهام التي يفترض على الوالدين تعليمه وتدريبه عليها، وعدم الاكتفاء بتوفير المأكل والمشرب، أو الملبس والمأوى، أو الرعاية الصحية والتعليمية، بل هناك مهارات حيوية ومهمة مثل المهارات الاجتماعية، والتي تعتبر مهمة جداً، وتسهم في نجاح الطفل في المستقبل، بل وتساعده في التغلب على العقبات والصعوبات التي قد تعترضه، عندما يواجه بعض المشاكل التي هي نتيجة للآخرين، ممن يشاركونه المكان سواء في المدرسة، أو في مقر العمل، أو في أي مرفق من مرافق المجتمع، ودون تعلم وإتقان المهارات الاجتماعية، فإنه سيتعلمها بالطريقة الصعبة، وهي الطريقة التي تتم من خلال التجربة القاسية.

إن تعلم المهارات الاجتماعية، يسهم في نمو الطفل العاطفي والنفسي، وفي بناء علاقاته بشكل صحي ومستدام، بل تعزز من قدراته على التواصل الفعّال والتعاون مع الآخرين. ويجب ألا ننسى بأن المهارات الاجتماعية، تعد من العوامل الحاسمة في تحقيق النجاح الشخصي والأكاديمي والمهني للأطفال في مستقبلهم المنظور.

إذاً ما هي المهارات الاجتماعية، التي نشير لها، ونتحدث عنها، وهي باختصار مجموعة من السلوكيات والقدرات التي تساعد على التفاعل مع الآخرين، مثل مهارة التواصل، التفاوض، التعاون، وحل المشكلات. وبالتالي فإن التواصل الجيد للأطفال سيمكنهم من التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، وهو ما يقلل من احتمالات سوء الفهم، وأستحضر دراسة قام بها البروفيسور ويلارد ويرت هارتوب، أستاذ علم النفس، في جامعة مينيسوتا، والذي شغل عدة مناصب، منها مدير معهد تطوير الطفل. ونشرت الدراسة في مجلة «Child Development» في عام 1996م وقد أظهرت: «أن الأطفال الذين يتمتعون بمهارات تواصل قوية يكونون أكثر قدرة على التفاعل الإيجابي مع زملائهم والمعلمين». وكما هو واضح فإن التواصل الفعّال هو أساس بناء العلاقات الصحية، وبالتالي فإن الأطفال الذين يتمتعون بمهارات تواصل جيدة، قادرون على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، بشكل واضح، ما يقلل من احتمالات سوء الفهم والنزاعات. ولا ننسى الثقة بالنفس التي تملأ الطفل، وهو يرى نفسه قادراً على التفاعل الإيجابي مع الآخرين، وهذه الثقة دون شك ستسهم في تقوية الروح المعنوية عند الطفل، وتسهم في قدرته على مواجهة التحديات والصعوبات، وما يعترضه من مشاكل.

ودون شك فإن التعاون بين كل من الأب والأم، والمعلمين، لتعزيز وتدريب وتعليم الطفل، على المهارات الاجتماعية، سيسهم في تطويرها وتغذية الطفل بها، منذ وقت مبكر من عمره...

www.shaimaalmarzooqi.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف