جريدة الجرائد

رقابة جديدة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد إبراهيم دسوقي

على مدار 16 عاماً، أسهمت الرقابة المدرسية بهيئة المعرفة والتنمية البشرية بشكل كبير في تحسين قدرات ومستوى المدارس الخاصة في دبي، إذ شهدت تلك الفترة تطوراً ملحوظاً في الأداء الأكاديمي والإداري، ما انعكس إيجاباً على جودة المخرجات وتنافسية المدارس وجودة التعليم المقدم.

ولعل أبرز الوقائع المشهودة، تلك التي تحاكي الزيادة غير المسبوقة في أعداد الطلبة في العام الدراسي 2023-2024، إذ بلغ معدل النمو 12%، وهي نسبة تعكس الثقة الكبيرة التي يوليها أولياء الأمور لمدارس دبي الخاصة.

الميدان التربوي في دبي، يترقب تحولات كبيرة في عمليات الرقابة العام الدراسي المقبل، إذ تتبع الهيئة استراتيجية جديدة لتعزيز الشفافية والفعالية في التقييم والرقابة، تتضمن أدوات تقييم مبتكرة ومنهجيات حديثة لتحسين جودة التعليم وتطوير المهارات الإبداعية للطلبة.

التحولات تأخذنا لعدم تطبيق عمليات الرقابة الكاملة على جميع مدارس دبي الخاصة العام المقبل، باستثناء المدارس الجديدة التي تستكمل عامها التشغيلي الثالث في العام ذاته، وهذا يعني أن الرقابة الذاتية ستكون «سيدة الموقف»، لاسيما أن مدارس دبي أصبحت تملك النضج الكافي للمحافظة على تقدمها وجودة تعليمها.

التحولات تجعل الرقابة ترتدي ثوباً جديداً، إذ يستمر جهاز الرقابة في تنفيذ زيارات للمدارس الخاصة خلال العام الدراسي، لتقييم جوانب معينة، تبعاً لأولويات خطط التطوير لديه، حيث يتم التواصل مع القيادات المدرسية لإطلاعهم على الخطط وأولويات المرحلة المقبلة من ضمان الجودة.

ووفقاً للمعطيات، ترتبط الرقابة بطلبات المدارس ورغباتها في تطبيق عمليات الرقابة الكاملة، وتخضع الطلبات للمراجعة والموافقة من قبل الهيئة، وهذا يتطلب من الإدارات التعامل بمسؤوليات أكبر وأعمق كشريك حقيقي في مسارات التطوير وتحقيق جودة التعليم.

ولكن دعونا نسأل، إذا كانت المدارس «المتميزة والجيدة جداً والجيدة» قادرة على المحافظة على مستوى تقدمها ولا تحتاج إلى «الرقابة الكاملة»، فكيف لمجتمع أولياء الأمور التأكد من بقائها على مستواها من دون رقابة ونتائج للتقييم؟ وماذا عن المدارس ذات التقييم «المقبول والضعيف»؟.. وكيف سيتم تطبيق مؤشر جودة التعليم من دون تقييم شامل وواضح وصريح؟، لا سيما أن زيادة الرسوم أو بقائها من دون تعديل، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنتائج الرقابة؟ وهل طلبات المدارس لإجراء الرقابة سيكون «اختياراً» للجميع أم يقتصر على فئات بعينها؟

المرحلة الجديدة من الرقابة تعكس التزام دبي بتوفير بيئة تعليمية متطورة لإعداد أجيال المستقبل، ولكن من حق أولياء الأمور التعرف بشكل كامل إلى التحولات الجديدة، لضمان قدرتهم على الاختيار، وكيف تسير حركة الرسوم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف