جريدة الجرائد

الشعور بالدونية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عثمان بن حمد أباالخيل

من أسوأ وأقسى المشاعر التي يعيشها الإنسان هي الشعور بالدونية بينه وبين نفسه، هذه المشاعر تجعله يشعر بالنقص والعجز النفسي والاجتماعي والمهني وربما العجز العضوي إنها كارثة مؤلمة وعاصفة تلعب به كيفما تشاء. لماذا يشعر بالنقص؟ هناك أسباب كثيرة يراها مؤلمة منها العرق والأسرة والطبقة الاجتماعية، والمظهر الجسدي، والحالة الاقتصادية، والوظيفية. الأمر السيء حين تسيطر هذه المشاعر على حياته حيث يرى نفسه أن الجميع أفضل منه وهذا طريق موحش يؤدي إلى حالة نفسية لا يعرف عواقبها.

أيها الإنسان ليس عليك التعايش مع عقدة النقص، بل يمكنك التحرر منها هذا ما يقوله الأطباء والعلماء وذلك في توجه الإنسان نحو تطوير ذاته ومهاراته وعلاج مشكلاته وفرض تلك القيود التي يفرضها المجتمع. ونؤكد ذلك بمقولة مشهورة للزعيمة الأمريكية (اليانور روزفيلت): «لا يوجد أحد على وجه الأرض في إمكانه أن يجعلك تشعر أقل منه بدون إذنك الشخصي. يا للأسف إن مشاعر تدني احترام الذات والتي تؤدي إلى الشعور بالدونية هي في واقعها نتاج مجموعة من السلوكيات الخاطئة والتي تكون انعكاساً لسوء التربية في الصغر كالإفراط في التدليل والاهتمام المبالغ والمبالغة في التوقعات العالية التي يضعها الآباء للأبناء أو كثرة مقارنة الطفل بالآخرين، وزرع مفاهيم خاطئة عن الفروقات بين الناس في عقولهم. من الطبيعي الإنسان المصاب بالشعور بالدونية تجد أن رغباته جامحة لأن يكون شيئاً مذكوراً، خاصة في القضايا الاجتماعية، فيتفاعل معها، بالشكل الذي يُرضي غروره ويعوض عقدته المرضية بالشعور بالنقص وربما هذا أحد الطرق لكن عليه أن يعرف حدود ثقافته.

غالبية الناس لا ترضى بالدونية للآخرين لكن هناك شريحة في المجتمع وكل المجتمعات تمارس هذه العادة السيئة إنه واقع ملموس. إنها دعوة لأولئك الذين يشعرون بالدونية عليك الثقة بنفسك على تحقيق النجاح ومعرفته بأن الفشل ليس خيار الإنسان الطموح. ودعوة أخرى للأمهات والآباء لا تغرسوا سلوك الدونية في عقول أطفالكم من الصغر وعودهم وعلموهم أن الناس وكل الناس سواء مهما اختلفوا وما يرفعهم إلا علمهم وثقافتهم وأدبهم.

إن التغلب على مشاعر الدونية ليس بالأمر السهل، لكن يمكن القيام به علينا التركيز على تعديل طريقة تفكيرنا المشوهة والمغلوطة تجاه تقييمنا للمواقف والأمور التي تدور حولنا وكسر جدار التردد والانعزال. جميل جدًا ألا يقارن من يشعر بالدونية بالآخرين أنت تملك ما يملكون من نقاط القوة اعمل بها وسترى نفسك تنفض غبار الدونية، لا تؤذِ نفسك وكن متوافقاً معها واغرس الأمل في داخلك فستجده يأخذك بعيدًا عن هذا السلوك الذي تشعر به.. (لا عذاب للنفس أنكأ من شعورها بالنقص ولا نعيم لها أنعم من شعورها بالرضوان). عباس محمود العقاد.

همسة: من واقع الحياة: أشد الهزائم تلك التي تبدأ من داخل الإنسان حين يشعر بالدونية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف