جريدة الجرائد

مشروع القدية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ناهد الأغا

عندما يعلن سيدي سمو ولي العهد عن مشروع فتأكد أنك ستراه واقعاً جميلاً ومتفرداً ذاك لأن قائد الرؤية 2030 رؤية المجد والفخر وملهمها قرنت أقواله بأفعاله.. وها نحن الآن على مشارف أحد المشاريع العملاقة مناطقياً وإقليمياً ودولياً.. عوائده سترفد الاقتصاد الوطني بعشرات المليارات؛ وسيخلق عشرات الآلاف من الوظائف ذات الفرص الذهبية.

المشروع العملاق بمفهومه ترفيهي بامتياز؛ والهدف من إنشائه إقامة مدينة نوعية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى مستوفية جميع العناصر الترفيهية والرياضية والثقافية على مستوى المملكة العربية السعودية والعالم ككل.. يمتد المشروع على مساحة إجمالية 376 كيلومتراً مربعاً غرب العاصمة الرياض.. وهذه المساحة الشاسعة تكبر بثلاثة أضعاف مساحة ديزني لاند الأمريكية.

أعلن عن إنشاء مشروع القدية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه - في 7 إبريل من عام 2017م.. وبالإضافة لثلة من كبار المستثمرين المحليين والعالميين يعتبر صندوق الاستثمارات العامة المستثمر الرئيس في المشروع.. أما المشرف على تنفيذه فهي شركة القدية للاستثمار التي تم انطلاق أعمالها عام 2018م، حيث ستكون الغاية الأساس التي يجرى العمل عليها هي أن تصبح مدينة القدية أكبر الوجهات الترفيهية في العالم حالما ينتهي العمل في المشروع. يعد مشروع القدية ضمن حزمة المشروعات العملاقة التي أعدت خططها لدعم الهدف المنشود ألا وهو رؤية المملكة العربية السعودية 2030 .. والكل يعلم تماماً كم ستسهم في تنوع مصادر الدخل الوطني كونها استثمارات نوعية مستدامة وعلى مستوى متميز من الابتكار داخل المملكة.. إضافة إلى استيعاب كم هائل من الطاقات الشبابية المبدعة وحصولهم على وظائف بفرص ذهبية ضمن مناطق وظيفية مستحدثة.

يعزى ذلك كون مخطط المشروع العام يحتوي على أكثر من 300 منشأة ترفيهية وتعليمية تتوزع على خمس مناطق مختلفة؛ يظهر مخططها تصميماً متكاملاً يتعانق والمناظر الطبيعية الخلاَّبة والذي حققه بامتياز موقع مدينة القدية التاريخي الذي سيكون بحق عاصمة للترفيه والفنون والرياضة.

انبثق مشروع القدية في 7 أبريل 2017م، حيث يأتي على رأس أولويات رؤية المجد العظيمة 2030 .. وتم وضع حجر الأساس للمشروع في 28 أبريل 2018 من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله - ليشكل برنامجاً مستداماً عنوانه الازدهار الحضاري طويل الأمد.

وخطة مشروع القدية ترتكز على خمسة أسس رئيسة وهي:

الفنون والثقافة؛ المتنزهات والحدائق والوجهات الترفيهية؛ البيئة والطبيعة، الصحة والرياضة، والحركة والتشويق.. لذا ومن هذا المنطلق سيكون المشروع حال انتهائه العاصمة الترفيهية والرياضية والفنية ليس إقليمياً فحسب، بل عالمياً.. ولأهميته كان حفل التدشين يبث على شاشات التلفزة السعودية وسط حضور يليق بتميزه محلياً ودولياً.

ولعل ما يميز مشروع القدية ويجعل منه متفرداً موقعه التاريخي الذي يبعد عن مركز العاصمة الرياض مسافة 45 كيلومتراً وعن مطار الملك خالد الدولي مسافة 70 كيلومتراً وعن آخر محطات مشروع مترو الرياض مسافة 10 كيلومترات فقط.. وكما أسلفنا بأن مساحة المشروع تتجاوز في المساحة ديزني لاند الأمريكية بثلاثة أضعاف.. حيث المساحة الإجمالية 376 كيلومتراُ مربعا وستكون المساحة المبنية من مشروع القدية حوالي 30 % من مساحة المشروع الإجمالية وتشكل المساحة المتبقية المعالم الطبيعية الساحرة، ومن المقرر أن المساحة التي سيعمل على تطويرها 223 كيلومتراً مربعاً.

ومما يجعل مشروع القدية استثنائياً أهدافه التي ارتكز عليها وأسمى هدف ذاك الذي يتربع على عرش أولوياتها ألا وهو دعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 كونه وجهة سياحية عالمية لجذب السياحة الإقليمية والمحلية هذا من جهة.. ومن جهة أخرى جذب اهتمام السوق العالمية وتعزيز إقبالها على المملكة ناهيك عن إسهامه إسهاماً أساسياً في تنوع مصادر الدخل الوطني غير النفطي.. ولأنه يمثّل وجهة عالمية لسكان المملكة من مواطنين ومقيمين وباقة من السياح الذين يتوافدون إلى المملكة من جميع أنحاء العالم لقضاء أوقات ملؤها العروض الترفيهية والفنية والرياضية لسياحة استثنائية.. كما يسهم في تحسين أنماط الحياة عبر الفرص الذهبية التي يطرحها خدمة للتحول المنشود في المملكة.. إضافة إلى استقطاب المبدعين من خلال الفرص الوظيفية لتجارب قطاعات جديدة كالسياحة والترفيه والضيافة.

صمم شعار القدية المعتمد لمشروعها انعكاساً لطبيعتها الجبلية وتضاريسها الجغرافية المدهشة؛ وعكست الألوان المستعملة في تصميمه مرآة لصورة المنطقة الترفيهية والتي تعبر بجمالها عن أصالة المكان وتاريخه ذي السفر الخالد.. لأن موقع القدية موغل بالقدم عبر قرون امتدت في عمق الزمن؛ وكانت قبلة مهمة لطرق التجارة والحج التي ترسم أصالة شبه الجزيرة العربية وتجعل منها لؤلؤة مشعة في سماء الازدهار الحضاري الذي لا يدانيه أي ازدهار لكثير من الحواضر منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف