جريدة الجرائد

قرارات عاطفية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عثمان بن حمد أباالخيل

الحياة جميلة حين يُوزن الإنسان قراراته بين العقل والعاطفة، نحن بشر وفي الغالب تغطي العاطفة على العقل هناك مواقف لا تمس النبل، بلْ تمس التّسرع وتحميل الإنسان نفسه ما لا يستطيع من وعود كلمات لسنا نعنيها، تجبرنا على تنفيذها والوفاء بالوعود. كلمات لا تمت للرجولة ولا للأنوثة. مصيبة البعض اتخاذ القرار العاطفي تحت ضغط وموقف اجتماعي لا يدرك مداه إلا حين يحين الوفاء به.

لا تعطِ أيها الإنسان وعدًا لا تستطع الوفاء به ولا يخذلك الموقف حين تسمع عبارة (قل تمْ). المتفائل يقول: إن كأسي مملوءة إلى نصفها، والمتشائم يقول: إن نصف كأسي فارغ. تفاءل فالحياة تستحق الحياة دون جلد الذات. كن واقعياً وإيجابياً واحكم على الموقف. اتفق مع شريحة من الناس حين تقول: إنَّ أغلب هذه القرارات عاطفية ناتجة عن انفعال متهوِّر وهذا مربط الفرس، أين التوازن أين التروي لِمَ العجلة؟.

من واقع الحياة هناك من يتخذ القرار قبل أن يفكر، وقبل أن يتفهم الموقف كاملاً، هذا التفكر والتدبر يأتي لكن بعد فوات الأوان، وقد يكون الأثر كارثياً أو يترك عواقب يصعب التعامل معها. قمة التّروي والتوزان أن يكون لك القدرة على فهم مشاعرك والقدرة على الاستماع للآخرين والتعاطف مع مشاعرهم، والقدرة على التعبير عن العواطف بشكل منطقي وواقعي. كيف نعاقب أنفسنا ونقضي على راحتنا حين نلتزم بما هو فوق طاقتنا ونتخذ قرارات تحت الضغط العاطفي.

كثيرة هي القرارات العاطفية التي يتخذها الإنسان في تفاصيل حياته بصورة يومية، وعالية الثمن وردة الفعل. إن قدرة الإنسان على تحقيق توازن بين العواطف والعقل في اتخاذ القرارات العاطفية أمراً أساسياً وحاسماً إذا أراد راحة البال، من الأقوال التي أعجبتني (عندما ترى أبعد من نفسك فإنك قد تجد راحة البال تنتظرك هناك). إنها دعوة صادقة ابحثوا عن راحة البال في التوازن والتروي في اتخاذ القرار سواء كان قراراً إيجابياً أو سلبياً، وابعد عن نفسك شبح وخز الضمير، (تأنيب الضمير هو الذي يشعرك أنك أسوأ إنسان على وجه الأرض، لكن تأكد ما دمت تشعر بذلك التأنيب فأنت من أطهر الناس قلوباً). «ويليام شكسبير». جميل وجميل جدًا أن يصحو ضمير الإنسان ولو جاء متأخرًا ويصحح ما ارتكبه من خطأ في اتخاذ قرار عاطفي تحت ضغط لا يستطيع مقاومته. ليس من الخطأ أن تطلب تدخلات من الناس الثقة الذين تكن لهم الاحترام عند اتخاذ أي قرار، وكما يقال «ما خاب من استشار». وهذا قمة التوزان بين العقل والعاطفة. صفعات يتلقاها الإنسان في تفاصيل حياته، من تلك الصفعات صفعة القريب، صفعة الصديق، صفعة الحبيب، صفعة زوج عصبي أو زوجة ثائرة، صفعة في مكان العمل أو صفعة أخ أو أخت، صفعة ثقافية أو اقتصادية، إنها صفعات عاطفية على حديها الإيجابي والسلبي.

وخزة: هناك من يعيش ألم القرار العاطفي الذي حوّل حياته إلى زوايا مظلمة موحشة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف