جريدة الجرائد

سقوطنا في دورة الألعاب الأولمبية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عقل العقل

عشنا أسابيع من المتعة في متابعة دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 في مشهد تنافسي رياضي في ألعاب مختلفة بين الألعاب الجماعية والفردية، الاكيد ان دموع الفرح والخسارة كانت حاضرة بين اللاعبين واللاعبات في تلك المسابقات، لا جديد في تصدر البطولة من ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، الولايات المتحدة الأمريكية على القمة في مجموع الميداليات بـ126 ميدالية، وأتت الصين في المرتبة الثانية بـ91 ميدالية منها 40 ميدالية ذهبية، وللنجاح والإصرار على التخطيط للفوز بهذه الجوائز فقط نتذكر ان اول ميدالية فازت بها الصين بتاريخها كانت بعام 1984 في دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس، الآن الصين تسيطر وتهدد الهيمنة الأمريكية في هذه المسابقة.

ومن جمالية هذه المسابقة العالمية ان نشاهد دولاً صغيرة المساحة والسكان تفوز بالعديد من الميداليات في ألعاب فردية، دولة بوتسوانا مثلا فازت بميدالية سباق 200م جري رجال لأول مرة بتاريخ القارة وقررت حكومتها اعطاء شعبها اجازة يوم بمناسبة هذا الفوز المستحق، ولا ننسي دول منطقة الكاريبي كجاميكا وجمهورية الدومينيكان وهاتان الدولتان فازتا بالعديد من الميداليات ضد منتخبات دول اوربية وآسيوية لها باع في هذه البطولة.

المشاركة العربية ونتائجها للأسف تعتبر متواضعة ومحبطة ولم ينجح احد رغم الفوز في بعض الميداليات وخاصة في دول المغرب العربي الجزائر والمغرب وتونس وميداليتين للمملكة البحرين في العاب الجري نساء، وقد تلجأ بعض الدول ومنها دول عربية للتجنيس، وأعتقد أن هذا لا مشكلة فيه وتعمل به دول كثيرة لها تاريخها الطويل في الألعاب الأولمبية، الغريب ان مدرب الجري للمنتخب البحريني للجري لمسافة 3000م هو البطل السعودي سعد شداد الذي حقق ميدالية عداءة بحرينية يشرف على تدريبها الميدالية الذهبية في الاولمبياد باريس، نهنئ البحرين الشقيقة على هذا الفوز والاستقطاب للكفاءات الخليجية، وكان اولى باللجنة الأولمبية السعودية والاتحاد العاب القوى الاستفادة من البطل سعد شداد، ولن احلم واجده المسؤول الاول في اتحادنا الوطني.

أعرف ان صناعة البطل الأولمبي ليست عملية سهلة فهي تخطيط وثقافة للوطن تشارك فيها العديد من الجهات، يأتي في مقدمتها منظومة التعليم العام في مراحل مبكرة في اكتشاف المواهب في الألعاب التي ممكن ان تصنع ابطالاً أولمبيين وسد الفجوة الرياضية، ولا ننسى تأسيس بنيّة رياضية وطنية في جميع الألعاب الرياضية تكون منتشرة في جميع المناطق والعمل على خلق ثقافة جديدة في هذا المجال ، دول عديدة لها مساهمات وانتصارات في هذه الألعاب يكون للجامعات دور أساسي في هذه الصناعة من خلال رعاية المواهب وإقامة البطولات المحلية والقارية في الألعاب الأولمبية المختلفة، دولنا وخاصة في منطقة الخليج لديها الاموال لرعاية المواهب، فقط نحتاج الى الخطط طويلة الأمد وبناء مدن رياضية في دولنا، ومع الانفتاح الاجتماعي دخلت المرأة في هذا المجال ويمكن العمل وإشراكها في هذه البرامج، فنحن نشاهد ان البطلات يحصدن الميداليات في هذه البطولات وفي حالتنا نجد البطلة دينا ابو طالب كانت قريبة من الفوز بميدالية سعودية في أولمبياد باريس الأخيرة.

اتمنى ان تكون هناك نظرة جدية ومحاسبة وتغيرات جذريّة للقائمين على هذه الرياضة، ولا ننسي الخيبات التي عشناها مؤخرا وننشغل بمسابقات كرة القدم التي نصرف عليها المليارات وهذا طبيعي في عالم كرة القدم ولكن الاهتمام بالألعاب الرياضية المختلفة هو مطلب وطني مهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف