بناة جسور المعرفة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تشكل عودة المعلمين إلى الفصول الدراسية أولى الخطوات الفعلية لبدء العام الدراسي الجديد 2024-2025، إذ تستقبلهم المدارس الحكومية والخاصة المطبقة لمنهاج وزارة التربية والتعليم، يوم الاثنين 19 أغسطس الجاري، في محطة جديدة من مسيرة بناء الأجيال، فمرحبا بالمعلمين مجدداً.المعلمون طاقات متجددة في الميدان التربوي، ومصدر إلهام وحيوية وتحفيز ليس للطلبة فحسب، بل لجميع مكونات العملية التعليمية، فهم بناة جسور المعرفة بين الطلاب والعالم، وخبراتهم وتجاربهم تجعل التعلم تجربة ممتعة ومثمرة ومؤثرة.ومع بداية العام الجديد، واستمرار التطورات المتوالية التي لا تهدأ على الساحة التعليمية، نتطلع إلى مزيد من الابتكار والإبداع في أساليب التدريس وخططه واستراتيجياته، حيث إن قدرات المعلمين ومهاراتهم تُمكنهم من تكييف الدروس وتهيئة البيئة المعرفية، بما يتناسب مع احتياجات الطلاب المتنوعة.ولكن دعونا نسأل عن أبرز المستجدات التطويرية التي تشغل عقول المعلمين؟ وما أهم التحديات والفرص المتاحة لهم هذا العام؟ وكيف ندعم جهودهم في عملية البناء وتشكيل الأجيال؟في الواقع تأتي عودة المعلمين هذا العام مع تحديات جديدة وفرص كبيرة، في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي الذي يأخذنا إلى تحولات جذرية في أساليب التدريس، وهنا تبرز ضرورة التكيف مع التقنيات الحديثة، والتطبيقات المطورة، على أن ينظر المعلم لتلك التحديات على أنها فرص حقيقية تفتح أبواباً واسعة لإثراء التعليم، وتقديم محتوى أكثر تفاعلية ومخرجات لا تضاهى.ولكن ما زالنا نخشى على شريحة من المعلمين، لعدم قدرتها على التكيف، ومواكبة التقدم التكنولوجي المشهود، إذ إنها ترفض من الأساس فكرة التغيير ولا تتجاوب مع اتجاهات التطوير، وهنا تحتاج هذه الفئة إلى إعادة التفكير مجدداً في طرق التعاطي مع العملية التعليمية، وأساليب التدريس.إن بداية العام الدراسي ليست مجرد روتين متكرر، بل فرصة حقيقية للتجديد والتفاؤل، والجميع مطالب بدعم المعلمين لتمكينهم من أداء واجباتهم ومهامهم على الوجه الأكمل، وضمان تقديم تعليم عالي الجودة، وتعزيز بيئة تعليمية إيجابية، فالأمر هنا ليس اختيارياً، لاسيما أن المعلم صاحب الأنامل السحرية لصناعة فرص الأجيال، وتحقيق أهداف تعليمية طموحة، وتطوير استراتيجيات تدريسية لأفضل المخرجات.نعم «إذا أردت أن تطاع، فأمر بما يستطاع»، وما دمنا كلفنا المعلمين بمهام التطوير لمواكبة المتغيرات، وبناء أجيال المستقبل، فالإدارات المدرسية بأنواعها مطالبة بتوفير سبل التطوير المهني المستمر، والتوازن بين المسؤوليات، وتحسين الرواتب والحوافز، وتقديم الدعم العاطفي والنفسي وتحسين بيئة العمل، ودعم الابتكار.