العرب والشعر التشيلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف أبو لوز
زيارة رئيس جمهورية تشيلي غابرييل بوريك فونت إلى الإمارات مناسبة جميلة لمقاربة الأدب التشيلي، وبخاصة الشعر، وحضور جوانب منه في الإمارات. عرف القارئ الإماراتي مختارات من الشعر التشيلي صدرت عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بترجمة من نبيل حبيقة، ونصري الصايغ، ونقلت ترجمات «كلمة» في أبوظبي عشرات العناوين الروائية والشعرية العائدة إلى أدب أمريكا اللاتينية والكثير منه مكتوب بالإسبانية، ومن بين هذه العناوين أدبيات تشيلية منقولة إلى العربية بلغة ترجمانية حرفية.
في إطار الزيارة، يقرأ العالم أيضاً انفتاح الدولة على ثقافات وحضارات وآداب بلدان الغرب والشرق، واقتراب الإمارات الثقافي والمعرفي من جماليات وفنون العالم؛ استناداً إلى رؤية الإمارات الثقافية القائمة على تلاقي الآداب والفنون بين بلدان العالم على قاعدة التعايش وقبول الآخر وبناء جسور معرفة بالمكان والزمان أساسها الثقافة.
في سياق ثقافة الصداقة والتسامح وقربى الأفكار واللغات، يحتفي المثقف الإماراتي والعربي بالعلامات الأدبية التشيلية التي كانت معروفة بالنسبة إليه من خلال جسر الترجمة النشط في العقود الماضية؛ الأمر الذي أتاح للعرب معرفة قامات عالمية معتبرة في الشعر التشيلي نقلت إلى العربية بأقلام مترجمين كبار مثل صالح علماني، ومحمود صبح، وغيرهما.
قرأ المثقفون الإماراتيون أدب قارة الواقعية السحرية، كما يطلق أحياناً على روايات ماركيز على سبيل المثال، لكن العرب عرفوا جيداً اسمين نجمين في سماء العالم الأدبي؛ هما التشيليان: غابرييلا ميسترال، وبابلو نيرودا، وثمة مشتركات بينهما.
الشاعرة ميسترال(1889-1967،) حصلت على نوبل للأدب في 1945، ونيرودا 1904-1973، حصل عليها عام 1971.
اشتغلت ميسترال في السلك الدبلوماسي التشيلي، فقد كانت قنصل بلدها في البرازيل، وهناك تلقت خبر فوزها بنوبل، وكذلك، اشتغل نيرودا قنصلاً وسفيراً لبلاده في الصين، وفرنسا، وفي باريس وفاته بعامين حيث استقبل خبر فوزه .
بابلو نيرودا هو اسم مستعار للشاعر الذي شغل العالم بحضوره المعنوي والسياسي في الستينات والسبعينات من القرن العشرين، واسمه الحقيقي طويل وصعب: «ريكاردو اليسير نفتالي باسولاتو»، لكن غابرييلا ميسترال هي الأخرى تحمل اسماً مستعاراً، واسمها الحقيقي: «لوسيلا غودوي الكلايانما»، بحسب ما ذكره نزار سرطاوي في إحدى ترجماته لها.
ينسب إلى وكالة الأنباء الفرنسية قول الرئيس التشيلي إنه يشعر بالراحة حين يقرأ.. وكم من الإنسانية والجمال والحب في شعر ميسترال، ونيرودا، وغيرهما.