قلق القرار وتساؤلات المستقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول المؤلف وخبير القيادة وتطوير الذات، ستيفن كوفي: «أنا لست نتاج ظروفي، أنا نتاج قراراتي». وهذه الكلمات توضح ما للقرارات من أثر مدوٍّ وكبير في حياة الأفراد والمجتمعات، ولا غرابة أن تكون هناك برامج تعليمية في كبرى الجامعات، تستهدف تنمية المعرفة في مجالات القرارات، وأهميتها، وكيف نتخذها، وآثارها الآنية والمستقبلية، سواء على الفرد أو المجتمع، على سبيل المثال برنامج «Decision Analysis» (تحليل القرارات) هو أحد البرامج التعليمية الرائدة التي تُدرس في مؤسسات مرموقة مثل جامعة ستانفورد، ويهدف إلى تعليم المشاركين كيفية اتخاذ قرارات مستنيرة، باستخدام أدوات التحليل الكمي والنوعي، من أجل تقليل المخاطر، وزيادة فرص النجاح في حياتهم الشخصية والمهنية.
وتكتسب القرارات حيوية وأهمية، نظراً لأنها تواجهنا خلال مسيرتنا في الحياة، ولا يتوقع أن ننتقل من مرحلة إلى أخرى من دون قرارات نتخذها، وخيارات نختارها. ومن هنا يجب علينا تعلم الموازنة، بين الرغبات والإمكانيات، وبين التطلعات والأهداف من جانب، والمعارف والمعلومات من جانب آخر، ولنحقق عملية التوازن، نحتاج لبذل المزيد من الجهد، الجهد يتمثل في التعلم، في جمع المعلومات، في الاستعداد، وهذا الجانب قد يكون مقارباً لعبارة بليغة كتبها العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين، في رسالة إلى ابنه إدوارد في 5 فبراير/شباط 1930. جاء فيها: «الحياة مثل ركوب الدراجة، لتحافظ على توازنك يجب أن تستمر في الحركة».
والحقيقة أننا لنحافظ على هذا التوازن نحتاج للتعلم، نحتاج للمعرفة، للثقافة، للمعلومات، ولعل الحركة هنا هي تلك القرارات والاختيارات التي تدفعنا للأمام، وإذا قدّر واتخذنا قراراً خاطئاً، فإننا نكون مثل الذي يقود الدراجة ويتعثر؛ لأنه لم يتعلم كيف يتحرك بها. من المهم الحذر من تلك القرارات التي تظهر لنا بأنها متواضعة أو بسيطة، وفي عمقها تكون حاسمة وتشكل مسيرتنا المستقبلية، وأيضاً التنبه من قلق القرار، أو القلق المرتبط باتخاذ القرار، والذي ينتج عن التردد المزمن والمستمر في اتخاذ القرار؛ لأنه فضلاً عن تفويت الفرص علينا، فإنه يسبّب لنا التوتر ومن أول نتائجه، القلق المرضي.
ما طموحاتك؟ وما تطلعاتك؟ وما نظرتك للمستقبل؟ تساؤلات بسيطة لكن توقفك، والإجابة عنها، قد تُسهم في وضوح الرؤية لك، وبالتالي في تحديد مسيرتك، وتوقّع ما سيعترضك في المستقبل من صعوبات وعقبات، وما تحتاج إليه من قرارات واختيارات.
www.shaimaalmarzooqi.com