تواكل المعنيّين بشؤون العربيّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هل فكّرتَ في أعوص المشكلات المزمنة التي تواجه تطوير تدريس العربية؟ الحلول في نظر القلم أيسر من شربة ماء، لكن أكثر المعنيّين بالشأن يلعب برؤوسهم المثل الفرنسي الساخر: «الأمور بسيطة، فلمَ لا نعقّدها؟». المثقفون والإعلاميون لا يؤخذون على محمل الجدّ في هذه المعمعة، يقال عنهم إنهم ليسوا من أهل الذكر في هذه الميادين. المأساة الملهاة أن خبراء العلوم التربوية يرون أن علماء اللغة في المجامع اللغوية هم السلطة التشريعية اللغوية، القادرون على إبداء الرأي في العربية والتصرف في قواعدها وبُناها، والمسلّم به أن قائمةً من القواعد استمدّها النحاة من القرآن الكريم، بالتالي لم تكن في عربية الجاهليّة. مثلاً واو ثمانية «ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم»، لم يكن في كلام العرب شيء من هذا قبل القرآن. كذلك لن التأبيد الزمخشريّة: «لن تراني». هي ذي إحدى أهم المعضلات في طريق تبسيط القواعد وتطوير أساليب التدريس: فك الاشتباك بين النحو والبلاغة. هنا يدرك التربويّون أن القضايا تتجاوز مجالهم، فيُلقون المسؤولية على اللغويين الذين يشعرون بالرمال تتحرك تحت أقدامهم إذا هم خطرت على بالهم فكرة فك الارتباط بين النحو والبلاغة. الصيغ المقصودة جانب كبير منها لم يعد مستخدماً في الإعلام السمعي البصري، ولا في الأدب الحديث. لا يحاولنّ أحد إقناعنا بأن المهمة عسيرة التحقيق. على اللغويين والتربويين أن يعقدوا العزم على العمل المشترك، أن يتناولوا كتب تدريس العربية منذ الابتدائية فصاعداً صفحةً صفحةً، وأن ينتهجوا طريقة تقدم الفيل حين يمشي: لا يتقدم خطوةً إلا إذا كان على يقين من أن القوائم الأخرى ثابتة. الأسئلة واضحة في كل قاعدة: هل هي موجودة في عربيتنا الحالية؟ هل لها علاقة بالبلاغة تخرجها من النحو؟ أمّا الشواهد: هل هي متوافقة مع لغة عصرنا وطرائق تفكيرنا وبيئتنا؟ وإلاّ وجب إعداد البديل. على رأي أحد المهووسين بالعيش في زماننا: لفرط الهيام بالأصالة صرنا نقيس ضرورة وجود أيّ شيء بمدى توافق مواصفاته مع ما كان قبل ستة عشر قرناً. لهذا ترى القوى الاستعمارية العالم العربي أشياء متحفية، فحين تُدمِّر ترى سلوكها كذلك الذي تفعله داعش بآثار العراق وسوريا. مجرد تماثيل. لزوم ما يلزم: النتيجة الاستفتائيّة: اسألوا جميع اللغويّين، لا بعضهم، عمّا ينبني على استمداد قواعد للعربيّة من القرآن الكريم.