ملاحظة للمجلس الوطني مع التحية!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالعزيز التميمي
في عام 1973 أُسس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ليكون راعياً للثقافة والفنون والآداب، فكان بفضل الرجال المخلصين من جيل ذاك الزمن الجميل، بقدر المسؤولية وبحجم الحدث المرجو تنفيذه.
فالنجاح لن يتحقق بالأماني وحدها، إنما بالرغبة الصادقة والإرادة المجتهدة، كما كان ذلك في القرن الخامس عشر الميلادي حيث سجّل الثري لورانزوا دي ميدتشي (1449 - 1492) اسمه في سجل الخالدين، ليتذكره التاريخ والأجيال لمئات السنين من بعده، باعتباره احد أثرياء فلورنسا المنحدر من عائلة تملك المصارف والأطيان.
فقد عمل من أجل نشر الفنون والثقافة في محيط كان يعيش عصر الظلمات. ولم يبخل بماله على بناء مدينة حضارية، هي اليوم مزار متميز لدارسي الفنون والتاريخ ومتابعة الحضارات.
التف حوله عمالقة فناني العصر الذي سجل بعد ذلك بعصر النهضة التي تبناها وأنفق عليها ليبقى خالداً ما بقيت فلورنسا...
استعان بالمعماري مايكل انجلو 1475 - 1564، ودافنشي 1452 - 1519، المخترع المهندس صاحب «لوحة الموناليزا» وغيرهما من فناني وعلماء وشعراء عصره الذين كانوا له العين الثاقبة واليد المبتكرة والعقلية المصممة، فنجح ميدتشي في مسعاه من دون دعم أو قرار حكومي...
فما بال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، رغم ما لديه من دعم وميزانية وامكانيات يُسرع مسابقاً الزمن إلى الخلف، وكان تراجعه هذا عن الريادة، سببه نقص الدعم الحكومي، مالياً ومهنياً.
فوزارة الإعلام الجهة المشرفة على هذا الكيان الفني والثقافي، منحت الحرية التامة للسادة الأمين العام ومساعديه بهدف إعادة البلاد إلى ما كانت عليه الثقافة والفنون في ذاك الزمن الجميل من القرن الماضي.
ولا أعتقد ان العاملين في هذا الجهاز المهم ثقافياً واجتماعياً، تنقصهم الشهادات الجامعية رغم أن أغلبها في غير التخصص الفني.
وقد أجزم أن أي فنان مبتدئ أو كاتب ناشئ يستطيع أن ينجز أفضل مما نشهده الآن من المجلس، الذي اخذ الاسم بانه راعي الحركة التشكيلية والمسرحية والثقافية والأدبية في الكويت، وهو مجلس أسسه سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه - وتسلمه عبدالعزيز حسين والعدواني والدكتور خليفة الوقيان، فازدهرت الكويت متقدمة إلى آخر بدر ساطع أشرف على الحركة الفنية في المجلس، وهو الدكتور بدر فيصل الدويش، الذي كفّى ووفّى ما عليه من مسؤوليات ومتابعة مستمرة للحركة الفنية بصفته الامين العام المساعد لقطاع الفنون...
فكانت ثمار جهد المجلس يانعة مفيدة شعرنا أيامها بالربيع الذي تبعه صيف حار قاس، من بعد ذاك العطاء الذي كان لا يميز بين فنان وفنان ولا كاتب وكاتب، الذي بفضله أُقيمت أجمل الفعاليات ووصل الفنان الكويتي بصفة عامة إلى مستويات نفخر بها جميعاً... فمتى تعود كويت الإنجازات؟... وللحديث بقية...