جريدة الجرائد

السيار والأرض.. الأصول والخصوم!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الحياة عبارة عن قرارات، نتخذها، إما أن تكون هذه القرارات مصدر سعادة ورفاه، وإما أن تكون سبباً للتعاسة والحزن. والقرارات المالية، من أهم المؤثرات في جودة الحياة، ومدى السعادة فيها. هناك قرارات مالية نتخذها والعين مصوبة نحو الآخرين، نحرص على الظهور بمظهر يعكس ثراءً وغنى مادياً، والواقع أننا في بداية حياتنا، وفي مستوى متوسط، لكن بسبب قراراتنا الخاطئة، نتكبد خسائر مادية جسيمة تؤثرفي صحتنا النفسية.

أسوق لكم مثالاً يوضح لكم ما أرمي إليه: فتاة أو شاب في مقتبل العمر، ولتوه يتوجه نحو الحياة الوظيفية، يقرر شراء سيارة فارهة بمبلغ يتجاوز 370 ألف درهم. دفع مقدماً قدره 120 ألف درهم، والباقي تم تقسيطه على عدة سنوات بفوائد مضاعفة.

بطبيعة الحال سيكون سعيداً بامتلاك سيارة فاخرة، لأنها تمنحه شعوراً بالتميز. المشكلة أنه بعد مرور خمس سنوات، قيمة السيارة انخفضت بشكل كبير، حيث باتت لا تتجاوز 80 ألف درهم وفي أفضل الأحوال 90 أو 95 ألفاً، وثمنها في انخفاض مستمر.

بالإضافة إلى ذلك، هو مستمر في دفع الأقساط الشهرية المتزايدة، التي تستنزف جزءاً كبيراً من دخله. هناك مثال آخر لفتاة أو شاب في مقتبل العمر، ولتوه يتوجه نحو الحياة الوظيفية، قرر استخدام نفس المبلغ المدفوع مقدماً، أي 120 ألف درهم، لشراء قطعة أرض في منطقة نائية، لكنها تشهد تطوراً، وقام بتسديد باقي المبلغ بأقساط شهرية على مدى خمس سنوات. بعد مرور نفس الفترة الزمنية، سيجد أن قيمة الأرض قد تضاعفت بشكل كبير، وباتت تتجاوز 400 ألف درهم. ليس ذلك فحسب، بل بات لديه الآن أصل يمكنه بيعه، أو استخدامه كضمان للحصول على تمويل لمشاريع أخرى، ما يزيد من فرصه لبناء ثروة أكبر.

لنكن واضحين، أليس معظمنا يستطيع تنفيذ الخيارين؟ غير صحيح أن تنمية الأصول تحتاج لرأس مال، وتلك الأعذار الواهية التي تقال، هناك فرص لتنمية الأصول، وفق ميزانيتك، ووفق قدرتك المالية، هناك مجالات كثيرة تعتبر ملاذاً لتنمية الأصول مثل الأسهم، والمشاركة في مشاريع واعدة، ونحوها من الفرص الاستثمارية المضمونة، ومع هذا يتم التوجه نحو «الخصوم»، التي تستنزف المال.

من البساطة أن تصرف المال، ومن المؤكد أنه توجد صعوبة في استثماره وتنميته، أن تجد «الخصوم» الكثيرة سهل، وأن تجد الأصول فيها صعوبة، لكنها موجودة. القرار، والخيار لك... لكن تذكر قادم الأيام، تذكر المستقبل.

www.shaimaalmarzooqi.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف