جريدة الجرائد

الفرع الأدبي بنظرة مختلفة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ما رأيك في أشياء غير مألوفة، في تدريس الأدب العربي، من الثانوية فصاعداً؟ قد لا يرضى عنك التربويون ولا الأدباء إذا لم تنهج مناهجهم. ننطلق من سؤال مشروع لنتبيّـن طبيعة الوسائل والغايات: أهذه هي الأهداف الجديرة بأن نرسمها للأجيال؟ الواقع في الفروع الأدبية في العالم العربي، يتمثل في جعل الطالب، عند التخرج في الجامعة، أرشيفاً لعصور تاريخ الأدب العربي، شعراء وكتّاباً، وما يسميه شوقي ضيف «الفن ومذاهبه» في الشعر والنثر، ومدارس النقد، ومحاور شتى أخرى. أي أننا بعد تلك المسيرة الطويلة، التي دامت ست عشرة سنة، حصلنا على أقراص صلبة، متفاوتة السعة وجودة التخزين، متباينة في الفهم والتحليل. فهل هذه هي نهاية الأرب في تعليم العرب؟ عندها يتفضل علينا الطالب بأن المتنبي عاش في القرن الرابع الهجري، وكانت له قصص مع سيف الدولة وكافور، وهجا ضبّة بن يزيد الأسدي، فقتله فاتك بن أبي جهل، خال ضبّة.لا أحد ينكر بعض شذرات المحاسن في تدريس العربية وآدابها في بلاد العرب. لكن يحق للرأي الآخر، التساؤل عن أسباب تراجع لغتنا، واختفاء الإبداع الأسلوبي وجمالياته.يشطح المبرّرون مدّعين أن ذلك اقتضاه العصر، الذي جعل الأساليب تتشابه علينا تشابه علب المشروبات الغازية. هل لاحظتَ، في العقود الثلاثة الأخيرة، أن نقاد الأدب تواروا عن الساحة؟ بتعبير علماء الأحياء: «الوظيفة تخلق العضو»، بمعنى أن أرض الأدب ابتلعت ماء النقد، ولكون سماء الإبداع أقلعت، انتفت الحاجة إلى النباتات النقدية. أمّا النقاد الموسيقيون فقد استحدثوا «تحويلة»، بتعبير إشارات المرور، فطفقوا يسهبون في أوصاف الفساتين التي «تكسّـر الدنيا». بالمناسبة تعبيرهم صادق، فدنيا الموسيقى العربية صارت حافلة بالحطام، رافلة في الركام، لا زمام ولا لجام.سيقولون: ما المطلوب إذاً؟ المبتغى أيها السادة ليس أن يسفر تدريس العربية وآدابها، عن تخريج أجيال ملمّة بتاريخ الأدب. هذا الإلمام يقدر عليه الطبيب والمهندس وأبو المعلوماتية والخوارزميات. إذا كانت الغاية أن يستطيع طلبة الفرع الأدبي كتابة سطور بلا أخطاء ومعرفة خصائص شعر أبي نواس وعصره. هنا يقترح القلم القياس على معاهد الموسيقى: ليس الهدف تخريج حشود تعرف النظرية الموسيقية والمقامات. الرسالة: السعي إلى ظهور مبدعين.لزوم ما يلزم: النتيجة الغائيّة: على المناهج أن تخصص في الأقل 50% من مقررها في الفرع الأدبي، لتنمية القدرات الإبداعية، وحتى تخصيص صفوف استثنائية للمواهب الفذة منذ الثانوية. هكذا يفعلون مع نوابغ الرياضيات والفيزياء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف