التنمر والصحة النفسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يتزايد في الفترة الأخيرة الاهتمام بموضوع التنمر، وخاصة مع تنامي وتزايد ضحاياه في كثير من المجتمعات، وقد يظن البعض أن التنمر قضية خاصة بالأطفال، ولكن في الحقيقة أن كبار السن أيضاً معرضون لهذه الظاهرة السلبية.
وقد بينت الدراسات والآراء العلمية أن للتنمر أنواعاً عدة، فمنه التنمر الجسدي بالضرب المباشر أو بالدفع، أو نحو ذلك من الأساليب التي تتضمن إيذاء جسدياً، وكذلك التنمر اللفظي، وهو الشتم وإطلاق الصفات والتشبيهات التي فيها إهانة وتجريح أو كلمات تتضمن تهديداً أو تعبيراً عن النقص والتقليل من الشأن، والافتراء، وهناك التنمر الاجتماعي، ويشمل الإساءة للشخص على مستوى المجتمع.
وبث الشائعات المغرضة عنه، وزعم قصص ومواقف كاذبة غير حقيقية، وكل فعل يكون فيه تشجيع ودفع للناس على كراهية ونبذ وإبعاد الشخص، وهناك التنمر الإلكتروني، ويمكن ملاحظته على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر من خلال كتابة كلمات جارحة أو إرسال رسائل صوتية، أو تحميل صور أو مقاطع فيديو فيها إيذاء وتجريح، ويشمل أيضاً تشويه السمعة والكذب والافتراء بكتابة مواضيع غير صحيحة.
ويكتسب موضوع التنمر اهتماماً كبيراً، لأنه يظهر في البيئة التعليمية بين التلاميذ الصغار تحديداً، وبطبيعة الحال تكون نتائجه مؤذية وكبيرة، سواء في الوقت الراهن أو المستقبل. وعلى كل أب وأم التنبه لهذا السلوك، والاقتراب أكثر من طفلهم ومناقشته، والحديث معه باستمرار حول هذا الموضوع، وزيادة معارفه ووعيه بالتصرف الأمثل عندما يواجه من يتنمر عليه.
لكن أيضاً على الوالدين التنبه لطفلهم، حتى لا يكون متنمراً، يمارس التنمر مع أقرانه، وعند ملاحظة هذا السلوك يجب علاجه، وعدم تشجيع الطفل على ممارسة هذا الفعل السلبي العدائي؛ بحجة أنه يحمي نفسه، لأن هذا السلوك العنيف سينمو معه، وقد يتحول لفعل إجرامي مستقبلاً، كما ينبغي حماية أطفالنا من التنمر، وتوجيههم إلى الكيفية التي ينبغي التصرف بها إن تعرضوا للتنمر، أو حتى تجنيبهم ممارسته ضد أقرانهم.
نخلص في حديثنا، إلى أن التنمر ممارسة مؤذية، ومعظم ضحاياه فئات تعاني من نقص أو قلة خبرة، على الرغم من أن الفئات التي في وضع أفضل قد لا تكون في معزل أو حماية من التنمر. وينبغي أن نشير إلى أن الطرف الآخر، الذي يمارس التعنيف، قد يكون من الفئة التي لا تعلم بأنها تؤذي، والتي تعتبر كلماتها القاسية والعنيفة ضد الآخرين أمراً عادياً وطبيعياً.
هذه الفئة يجب توعيتها بأنها ترتكب تصرفاً محظور وأمراً جللاً، ويجب إصلاح سلوكها وممارساتها ضد الآخرين. أعتقد أنه يجب علينا تقديم فهم أكثر للتنمر وأسبابه، وكيفية تجنبه وتجنيب أحبتنا هذا السلوك العدائي، فلهذا الفعل السلبي أثر عميق في النفس، وقد يعيق التواصل العفوي السليم مع مختلف أفراد المجتمع.