تضخيم أرقام حالات الخلع !
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قبل أسابيع ظهر أحدهم بمادة مرئية في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتحدث ويتباكى على وصول حالات الخلع في المجتمع إلى ٣٥٠ ألف حالة في العام الماضي، وللأسف أنه وغيره يجترّون الأرقام ويستجدون العواطف في التباكي على تغيرات يعيشها المجتمع، وقد يكون البعض في دواخلهم ضد بعض هذه التغيرات، كما هي حالة تمكين المرأة وخروجها للعمل في أغلب المجالات جنباً إلى جنب مع الرجل في أجواء طبيعية تضبطها الأنظمة والقوانين، صاحبنا في مادته المرئية يعدد افتراضياً كم عدد الأطفال الذين هم ضحايا حالات الخلع الخيالية ويقدرهم بمليون طفل هكذا فقدوا حنان الأم والأب، وللأسف أنني شاهدت عدد المشاهدات على تلك التغريدة في منصة إكس ووصلت إلى أعداد مليونية، الغريب أنه لم يذكر مصدر خبره ومادته التي استند عليها.
وآخر في مقابلة «بودكاست» يتباكى على انهيار المنظومة الأخلاقية للمجتمع، ويعددها لخمس مؤسسات تربوية في الغالب، ومن وجهة نظره منهارة ومترهلة كالتعليم والإعلام الذي يصف أغلبه بالفساد وأن دور المسجد تراجع وأصبح فقط للعبادة، ولا أعرف أي دور يريد له وكلنا يعرف كيف استغلت المساجد في تفريخ التطرف في عقود ماضية، ما ذكره حول مؤسسة الأسرة أن المرأة والرجل يعملان الآن بجانب مشاغلهم الأخرى مما يعني أن الطفل والأبناء هم الضحية وكأنه يريد أن تبقى المرأة بدون عمل ولو قالها في البداية لاسترحنا من تنظيره وحذلقته.
وعودة إلى الأرقام الفلكية لحالات الخلع التي ذكرها من يدعي التباكي على المجتمع اتضح أن إعدادها للعام الماضي هي في حدود خمسة آلاف حالة انتهت نسبة كبيرة منها بالصلح والتراضي، هذه الجريدة «عكاظ» مشكورة استقصت عن تلك المادة المرئية ونفت مصادر رسمية صحة الشائعات التي وردت في المحتوى المرئي المتداول في منصات التواصل الاجتماعي حول تضخم قضايا الخلع في المحاكم السعودية العام المنصرم. واعتبرت ما جاء في المحتوى معلومات عارية عن الصحة وأرقاماً خيالية مختلقة، ووصفت ذات المصادر ما جرى تداوله بأنه «جنون لأجل الشهرة»، مؤكدة أن الجهات المختصة مستمرة في تطبيق القانون لردع مروّجي الشائعات.
أعتقد أن مشكلة حب الشهرة وتحقيق الترندات في وسائل التواصل جعل البعض ينجرف ويتهور بنشر معلومات بدون التأكد من مصادرها الرسمية، وللأسف أن مثل هذه المواد تنتشر بسرعة في المجتمع وتستغل من بعض أصحاب الأجندات، أتمنى أن يكون هناك سرعة في التصدي لهذه الشائعات من الجهات المعنية والرد وتوضيح الأرقام في نفس مواقع التواصل الاجتماعي نفسها لأنها هي الساحة للوصول للملايين في وقتنا الحاضر.
علينا الثقة بأن مؤسسات الدولة والمؤسسات الأهلية ذات الصلة تعمل منذ عقود على ترسيخ مفهوم الأسرة في مجتمعنا، ولكننا لسنا بمجتمع ملائكي فهناك حالات طلاق وغيرها من المشاكل الاجتماعية كما أي مجتمع في العالم.