جريدة الجرائد

ألا تعرف من أنا؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نعم أعرف، أنت إنسان مثل غيرك من البشر، أمام النظام ينتظم الجميع بما في ذلك النجوم الذين يطرحون هذا السؤال: ألا تعرف من أنا؟ نعم أنت نجم ويفترض أن تكون قدوة للآخرين، النجومية لا تمنحك المبرر لاختراق النظام والظفر بمعاملة خاصة، النجومية في أي مجال ليست شهادة استثناء من النظام، لا تبرر الاعتداء على مقدمي الخدمة بسبب عدم الحصول على خدمة خاصة تميز النجم عن بقية البشر، لا تجعله فوق القانون.

الإنسان الواثق من نفسه مهما علا منصبه الإداري أو شهرته في المجتمع لا يستخدم عبارة (ألا تعرف من أنا؟) الناس يعرفونه ويعرفون أنه لا يستغل منصبه أو نجوميته ليظفر بمعاملة خاصة، يعرفون أنه إنسان متواضع يرحب بالجميع ويتحدث مع الجميع.

نعم أعرف من أنت وأعرف أيضا أن التواضع قمة الأخلاق وأن الإنسان بدون هذه الصفة سيفقد الجسور الإنسانية بالمجتمع مهما كان مبدعا في مجاله، وقد تكون هذه العزلة النفسية سببا في فقد الإبداع وهذه نتيجة طبيعية للتكبر والغرور. قال تعالى "إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً".

ألا تعرف من أنا؟ عبارة لن يقولها مسؤول مخلص يدرك أن من أهم مسؤولياته احترام النظام، مسؤول يتواجد في الميدان لا يترفع أن يختلط بالناس في مواقع ومناسبات مختلفة، لا يكتفي بقراءة التقارير.

ألا تعرف من أنا؟ نعم أعرف وكنت أتوقع أنك أول من سيحترم النظام ويرفض المعاملة الاستثنائية.

يقال عن الغرور إنه علامة على الشعور بالنقص وإنه أسرع طريق يوصل إلى الفشل، وإن المغرور كثير الكلام قليل الإنتاج، وهو بحاجة إلى تدريب صارم للتخلص من هذه الصفة، إنه احتياج تدريبي جديد سينفذ له برامج تدريبية يتوقع أن يلتحق بها عدد كبير من المتدربين إلا من سيقول: كيف ألتحق بهذه البرامج، ألا تعرفون من أنا؟!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف