هل «ثمن» أكتوبر يساوي أهدافه؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المشروع الإسرائيلي الحقيقي ليس «غزة» ولكن كل أراضي اتفاق «أوسلو»!
أكبر خسائرنا في مرحلة ما بعد 7 أكتوبر الماضي، هو أن هذه العملية وفرت لإسرائيل غطاءً سياسياً وتبريراً شريراً ليس «لرد الفعل في الدفاع الشرعي عن النفس» في غزة، ولكن فرصة لتحقيق مشروع «إسرائيل المسيطرة على كل أراضي فلسطين التاريخية، ويحقق حالة ردع متوحشة على المستوى الإقليمي».
بهذا المنطق تم إبادة أكثر من 40 ألف شهيد وأكثر من مائة ألف جريح وتشريد ونزوح أكثر من 2.4 مليون نازح، وفقدان أكثر من 20 ألفاً تحت الأنقاض، وتدمير 83% من البنية العمرانية والخدمية لقطاع غزة.
وتحت هذا الشعار وهذه الحجة تم اغتيال إسماعيل هنية وصالح العاروري ومحمد الضيف وأكثر من ثلث القيادة الميدانية لكتائب القسام، وقتل وجرح ما بين 14 إلى 15 ألفاً من المقاتلين في القطاع.
وتحت هذا الشعار تم اعتقال أكثر من 9 آلاف فلسطيني في الضفة والقدس.
وتحت هذا الشعار تم اقتحام مدن الضفة ومخيماتها بعمليات أمنية.
وتحت هذا الشعار تم ضرب مخازن أسلحة ومنصات صواريخ في الجولان المحتل ووسط سوريا وحول مطار دمشق.
وتحت هذا الشعار تمت العملية الاستباقية لـ 100 طائرة مقاتلة قاذفة على منصات الصواريخ لحزب الله.
وتحت هذا الشعار تم تسليح 20 ألف مستوطن بمدافع رشاشة مجانية من الجيش الإسرائيلي.
وتحت هذا الشعار اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مرات عدة ودعا إلى إقامة كنيس يهودي بداخله.
وتحت هذا الشعار تم الإعلان عن رفض ترك القوات الإسرائيلية سيطرتها على مثلث فيلادلفيا.
وتحت هذا الشعار تم تعبيد الطريق العرضي من عند معبر «نتساريم» لإقامة منطقة عازلة تقسم القطاع البالغ حجمه 360 كم.
وتحت هذا الشعار حصلت إسرائيل على مساعدات إضافية بأكثر من 30 مليار دولار.
وتحت هذا الشعار تحركت حاملات الطائرات والغواصات وأنظمة الدفاع الأمريكية والبريطانية والفرنسية في المنطقة.
وتحت هذا الشعار وصل النشاط الاستخباري الأمريكي دول حلف الناتو في التجسس وتوفير المعلومات السرية الحساسة لإسرائيل إلى أقصى حالاته منذ حرب أكتوبر 1973.
وتحت هذا الشعار تم تعطيل كل قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة والمحكمة الجنائية ومجلس حقوق الإنسان بجنيف ضد إسرائيل.
هذا الشعار الكاذب الشرير القائل بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها اتخذ من عملية 7 أكتوبر ذريعة له!
السؤال الكبير جداً جداً الذي سوف تظل أجيال حالية وقادمة تطرحه، هل «ثمن» 7 أكتوبر يساوي «أي هدف» نبيل أو شرير؟