جريدة الجرائد

ناس ما لهم حل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ليلى أمين السيف

في بدايات ظهور النت في المملكة كنت شغوفة بتعلم كل شيء وكنت سريعة التعلم وأتذكر أنني اشتريت كتابا من جرير عن كيفية تنصيب البرامج وتحرير تطبيقات الحاسب الآلي «office» وكانت كبيرتي تبلغ وقتها من العمر سنتين ونصف عندما علمتها، وكانت هي المسؤولة عن تعليم إخوانها في المنزل حتى أن أطفالي حينها كانوا يجيدون استخدام عروض الباور بوينت وهم أطفالاً.

وكعادتي «الفضولية» فقد كنت أفعّل «إيميلاً» لكل من أعرف من زملائي وأهلي، وكان مرجعهم دائماً أنا لتغيير كلمات مرورهم، ودوماً كان إيميلي وعمره الآن 24 عاماً تقريباً هو الإيميل البديل لاسترجاع كلمات مرور الأصدقاء والأحبة.

والغريبة أنهم لم يحفظوا كلمات المرور بل اعتمدوا على ذاكرتي المعطوبة مما اضطرني أن أفرد قسماً في الملاحظات أسجل فيه أسماء المستخدمين وكلمات المرور كي لا أنساها.

بالأمس رن جوالي مراراً وتكرارا في منتصف الليل، وقد خلت أن هناك مصيبة ما لا قدر الله وإذا بها أختي تسألني عن كلمة المرور التي وصلت لبريدي البديل.

لا أخفيكم أني سعدت أن الأمر لم يكن ذا بال ولكنني استأت من إزعاج منتصف الليل.

وقبل أسبوع توالت الرسائل على بريدي بأن هناك محاولات تسجيل دخول مريبة، وكنت أحاول عصر مخي لمعرفة لمن تلك المعرّفات ولم أتذكر لأن أصحابها للأسف يبدو أنهم نسوا أنهم جعلوا بريدي مرجعاً لاسترداد كلمات مرورهم.

غوغل الآن يحدث معلوماته ويقفل البريد غير المستخدم، لذلك أرجو من جميع ممن جعلت لهم بريدي مرجعاً لإيميلاتهم المعطوبة أن يتذكروا الآن وأن يحترموا مواعيد النوم والفروق الزمنية واختلاف العادات والتقاليد البيئية، فأنا ابنة الشمس، وكائن يحاول مسابقة الشمس في الشروق ولا أطيق الغروب ولا سهر الليالي فرفقاً بمن لا يستطيع مجاراتكم في السهر الطويل.

أخيراً:

أتذكر تركي القحطاني وهو طفل ذكي كنت معلمته للغة الإنجليزية، وذات يوم كنت أعلمه كيف يصنع كلمة مرور ثم طلب مني أن أعلمه كيف يغيرها وعندما غيرها وكنا نحتاج للحاسوب بعض الأحيان إذا به يدير الشاشة جانباً كي لا أرى كلمة مروره.

ضحكت كثيراً وقلت له خايف مني وأنا مغرفتك.

هذا الصغير -حفظه الله- وأهله أعتمد على نفسه بعد أول استخدام وأصحابنا تذكروا الأمر بعد سنوات ولولا تحذيرات عمنا غوغل يمكن يتذكروني وأنا بالقبر.

تحياتي لك يا تركي

وياصديقاتي ويا أهلي وأحبتي لا تزعلوا علي

أخيراً

أطلب العلم ولا تكسل

فكلّ من سار على الدرب وصل

**

- كاتبة يمنية مقيمة بالسويد

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف